منذ خمس سنوات استمر المسن عمر علي المعشي (75 عاما، من سكان بلدة مخشوش في القنفذة) يلهث وراء استخراج الهوية الوطنية من إدارة الأحوال المدنية في المحافظة، ورغم مراجعاته المستمرة واستيفائه على حد قوله للإجراءات الخاصة بإصدارها، إلا أنه لم يحصل عليها حتى الآن. وفيما اعتذر مدير أحوال القنفذة علي الفقيه عن التعليق على الأمر، أبدى المعشي انزعاجه من عدم حصوله على الهوية الوطنية وتأخر إصدارها، وقال: عندما تقدمت في السن ساءت حالتي الصحية، ورفضت المستشفيات علاجي لعدم وجود ما يثبت أني مواطن، فتقدمت لإدارة الأحوال في القنفذة بطلب إصدار هوية وطنية منذ عام 1427ه، حيث لم يسبق لي الحصول علي أي هوية طوال حياتي سوى ما يسمى قديما (وثيقة العربان)، وذلك بسبب انعزالي عن الناس في منزل متواضع معتمدا على ما تجود به أرضي الزراعية التي أملكها. وأضاف «عند تقدمي للأحوال طلب مني موظفوها تعبئة بعض الأوراق النظامية، وإرفاق شهادة شيخ القبيلة وتزكية عدد من الأهالي لتثبت أني مواطن من أبناء بلدة مخشوش، وبعد إنهائي جميع الأوراق المطلوبة، أخبرني موظف الأحوال بأن معاملتي سترسل للإدارة العامة في الرياض لإنهاء كافة الإجراءات لإصدار هويتي الوطنية، ومنذ ذلك الحين وأنا أعاني من كثرة مراجعاتي لأحوال القنفذة، قاطعا في كل مرة مسافة 140كلم ذهابا وعودة، لكني لم أجد سوى الوعود فقط». وبين أنه يرغب في الاستفادة من الضمان الاجتماعي الذي حرم منه، حيث يقتات على ما تجود به أيدي المحسنين.