خالف مرشحو الانتخابات البلدية في جدة توقعات المراقبين بانتشار المخيمات المكيفة التي تستضيف طوال ليالي الحملات ولائم دسمة، واتجهوا إلى الوسائل الإلكترونية التي يمكن القول إنها تحولت إلى مخيمات إلكترونية تحقق الأهداف بأوسع صورة، وأقل تكلفة، وأكثر عمقا ومضمونا. وبعدما كانت المخيمات مسيطرة على مشهد الدورة الأولى في الانتخابات البلدية، إذ انتشرت من أقصى شرقي جدة حتى ساحل بحرها الغربي، وسط تنافس شرس بين المرشحين آنذاك. تناثرت المخيمات هذا العام في بعض الأماكن في الوقت الذي أكد بعض المرشحين الذين نالوا تصريح إقامة المخيم أنهم لن يفتحوه أمام الناخبين إلا ليومين أو يوم واحد، رغم أن المهلة الزمنية المحددة للحملات لا تتجاوز الأيام العشرة. وأوضح ل «عكاظ» الناطق الإعلامي للجنة المحلية للانتخابات البلدية الدكتور عبدالعزيز النهاري أن عدد من استلم تصاريح الدعاية الإعلامية من مرشحي جدة بلغ تقريبا 170 مرشحا من إجمالي 344 قدموا أوراقهم كمرشحين في المحافظة، مبينا أنه يوجد عدد آخر قدم أوراق طلب الدعاية الانتخابية «ولكنه لم يستلمها حتى الآن، في حين أن البعض الآخر لم يتقدم خلال الفترة النظامية للتقديم». وعند سؤاله عن السبب وراء توجه المرشحين إلى الإنترنت، قال الدكتور عبد العزيز النهاري إن الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعية أقل كلفة وأسرع في الوصول إلى الناخبين، لذلك يفضل البعض التوجه إليها لتقليل الخسائر المادية. من جهته، يرى اختصاصي في إنشاء المواقع الإلكتروني خالد اليوسف أنه صمم في هذه الفترة أكثر من عشر صفحات على موقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك) لصالح مرشحين في الدورة الجارية، موضحا أن الصفحات اشتملت على معلومات المرشح، وسيرته الذاتية، وبرنامجه الانتخابي. واعتبر خالد اليوسف أن الإقبال عبر الإنترنت أسرع وأشمل وأكثر مصداقية من حيث ردة فعل الزوار والناخبين، إضافة إلى أن التكلفة المادية تعادل قيمة خمسة خرفان قد يقدمها المرشح للناخبين داخل خيمته الانتخابية.