تهدد الشركة المنفذة لمشروع الصرف الصحي في حي السمراء في حائل بتلوث البيئة في وادي الأديرع، بعدما عمدت إلى سحب مياه المجاري من المنازل وتفريغها في مجرى الوادي. وبالرغم من تقديم أهالي الحي للعديد من الشكاوى، اكتفت إدارة صحة البيئة بتغريم الشركة مبلغ ألف ريال، وأخلت أمانة المنطقة مسؤوليتها، مطالبة بتوجيه الشكاوى لفرع وزارة المياه، الأمر الذي منح الشركة الحرية المطلقة في تفريغ المياه الملوثة في الوادي. يقول حبيب الشمري: منذ عشرة أشهر تنفذ إحدى الشركات مشروع الصرف الصحي في حي السمراء وحتى الآن لم تنجزه، وذلك بسبب العمل شهرا والتوقف شهرا دون معرفة الأسباب، ما أدى إلى مضايقة السكان خاصة من الحفريات الخاصة بالمشروع والصبات الخرسانية التي أضرت بالكثير من الطرقات وأغلقت العديد منها. وشكا من تعمد الشركة المنفذة للمشروع سحب مياه الصرف الصحي من منازل سكان الحي وتفريغها في مجرى وادي الأديرع الذي يعتبر متنفسا للاهالي، ماجعل الحي محاصرا بالمياه الملوثة. وأضاف: تقدم أهالي الحي بشكوى عن تصرف الشركة المنفذة للمشروع لإدارة صحة البيئة التي تابعت أعمالها لفترة واكتفت بتغريمها مبلغ ألف ريال فقط، وعندما توجهنا بالشكوى إلى أمانة المنطقة أخبرنا الموظف المختص بتوجيه الشكوى إلى فرع وزارة المياه في حائل، وما بين هذا وذاك ما زالت الشركة تلوث الوادي بمياه الصرف الصحي، مستغربا من تصرف أمانة المنطقة التي «من الواجب عليها الوقوف على الموقع والعمل على إعداد تقرير بتجاوزات الشركة للحد منها». واعتبر الغرامة المفروضة على الشركة غير متناسبة والأضرار البيئية التي سببتها في الوادي، مطالبا الجهات المعنية بالعمل سريعا على منع الشركة من التخلص من مياه الصرف الصحي في الوادي. وأشار إلى أن السكان يعانون من الروائح الكريهة المنبعثة من تبخر مياه الصرف الصحي، بالإضافة إلى انتشار البعوض، ما جعل الكثير من الأطفال يصابون بالملاريا. وانتقد تأخر تنفيذ المشروع في الوقت المحدد، محملا مسؤولية ذلك لإهمال المقاول «وعدم وجود المتابعة الميدانية من قبل الأمانة وفرع المياه»، وقال: في كل مرة نخاطب المقاول عن أسباب تعثر تنفيذ المشروع يخبرنا بأن ذلك يعود إلى عدم صرف الرواتب، ما يجعل العمال يعملون شهرا ويتوقفون شهرا. وأشار دخيل القحطاني إلى إصابة طفله بالربو بسبب تبخر مياه الصرف الصحي ودخولها إلى منازل الحي وخاصة أثناء فترة الظهيرة، حتى أنهم يتناولون وجبة الغداء على رائحة الصرف الصحي الكريهة. وأضاف: فضلا عن الأضرار البيئية التي سببتها الشركة المنفذة في وادي الأديرع، فإننا نعاني من انتشار الحفريات والصبات الخرسانية في مختلف أنحاء الحي، ما أدى إلى ظهور العشوائية وتضرر الطرقات بشكل كبير. من جهته، أرجع مصدر مسؤول في فرع وزارة المياه في منطقة حائل تأخر تنفيذ المشروع إلى تأخر صرف الرواتب الشهرية للعمال الميدانيين، من قبل مديري الشركات المتعاقد معها. ووصف تأخر تنفيذ المشروع بالمعاناة القديمة في حائل، «تسببت فيها الشركات المشغلة للصرف الصحي في المنطقة».