كشف نائب رئيس المراسم الملكية السابق منصور الخريجي، أنه منع الرئيس الليبي السابق معمر القذافي خلال زيارته للمشاعر المقدسة، من الهتاف للفاتح من سبتمبر، عندما طلب من أتباعه فعل ذلك فور دخولهم للمسجد الحرام. وقال الخريجي، أثناء استضافته أمس في لقاء المعرفة الشهري في وزارة الخارجية «عندما رافقت القذافي في زيارته للمشاعر المقدسة، وكان ذلك في عهد الملك فهد رحمه الله، أمر أتباعه فور دخولهم للمسجد الحرام بالهتاف للفاتح من سبتمبر فقاطعته قائلا: إن المشعر المقدس يتوجه فيه المسلمون إلى الله تعالى، ولا يجب أن يشوبه أي شيء آخر». ولم تقتصر مواقفه مع الرئيس الليبي السابق عند ذلك الحد، إذ منع تنفيذ أمر القذافي لسفيره في المملكة آنذاك بإدخال الكاميرات لتصويره عند دخوله للحجرة النبوية في المسجد النبوي في المدينةالمنورة، وعند سماع القذافي لرفضه قال له إنه سيستأذن من شيخ المسجد إلا أن الخريجي رد عليه إنه هو المخول بالقبول أو الرفض وليس لأي شخص آخر علاقة بالأمر. وروى الخريجي بعض المواقف في حياة الملك فيصل بن عبدالعزيز طيب الله ثراه، عندما كان يعمل مترجما له في بدايات عمله في الديوان الملكي، مؤكدا أن الملك الراحل كان لا يعد كلامه بل يرتجله أثناء الحديث مع ضيوفه، وكان يشدد في لقاءاته مع الزعماء الأجانب على ضرورة أن تعود فلسطين لأهلها، وأن يتمكن المسلمون من أداء الصلاة في المسجد الأقصى. وتطرق الخريجي للبروتوكول الذي كان عليه الرئيس العراقي الراحل صدام حسين إذ أوضح بأن قرابة 100 شخص ليس بينهم وزير يرافقونه في زياراته، وفي إحدى المرات صعد الخريجي لطائرة صدام فور هبوطها لأرض المطار من أجل الترحيب به، فأخضعه الحراس للتفتيش قبل الدخول على الرئيس في الطائرة. واستعرض الخريجي نقاطا هامة في حياته لدى حديثه عن كتابه «ما لم تقله الوظيفة»، معتبرا أن المراحل التي خاضها ملحمية منذ ولادته في بلدة القريتين في سورية التي رحل إليها والده من عنيزة أملا في الرزق والعيش في حقبة صعبة، مشيرا إلى أنه أراد أن يكشف للناس عن بداياته الشاقة قبل أن يحظى بوضعه في الديوان الملكي. وأماط الخريجي اللثام عن رفض توزيع روايته «دروس إضافية» في المملكة دون أن يكلف الرافضون أنفسهم بقراءتها. وكان الخريجي قد تقاعد من عمله الوظيفي نائبا لرئيس المراسم الملكية عام 2006م بعد أن أمضى قرابة ال50 عاما في الخدمة.