الصداقة سفينة تعبر بنا بحر الحياة المتلاطم، وفي زمن كهذا يندر أن تمسك بيد صديق يأخذك إلى نهايات جميلة، ويعبر بك دروب الحياة لحب سكن فؤاده صادق فيه مستشعر حاجتك إلى قلب يحتويك. ولكن أين؟ في بداية دراستي بكلية صبيا وفي أول أيامي عندما كنت طالبة مستجدة، قبل ثلاث سنوات بدأت رحلتي الجامعية تائهة ككل طالبة تبحث عن صديقة ترافقها تلك الرحلة لكني لم أر حولي سوى صورا مخيفة لصداقات لم أكن أتوقعها يوما ما. أحسست بالاشمئزاز من تلك المناظر التي رأيتها وبكثرة أمامي، دخلت في حيرة كبيرة، متسائلة أمام تلك المناظر، أفكر هل سأجد لي صديقة حقيقية كما أتمنى؟. بدأت البحث هنا وهناك، أتلمس صداقة نظيفة، نقية، قابلت البعض لكني أتفاجأ بسيرهن في نفس الدروب، فأضطر للبحث عن أخريات وفوجئت بأنها مثل الأولى تسعى بخطاها خلف نهجهم، تعبت في البحث كثيرا فمناظر الحب الزائف اشتعلت وأوقدت أحاسيسها بين قلوب بعضهن، ولا أقول جميعهن حتى أنني أصبحت أشعر بخيبة الأمل. فمتى أجد تلك الصديقة الحقيقية؟ وبعد عناء استمر أشهرا، أنتظر تحقيق الأمنية كتب الله لي أن أوفق في لقاء صديقة نقية جمعني الله بها.. إنسانة بيضاء نقية، شعارها الحب في الله، وهدفها أن نبقى على الدوام إلى أن نلتقي تحت ظل الرحمن متحابات لوجهه الكريم. صديقة صدوقة أنصحها فتسمعني وتنصحني فأجيب ويزداد حبها أكثر، فإن رأيتها على درب الخطأ سائرة أردعها عن الوقوع فيه وهي كذلك لي من الناصحات. نموذج للصداقة التي يتوجب أن تكون بين الطالبات أمهات المستقبل ومربيات الغد الذي تنتظره أسرنا بلهفة. عقيلة الشقيقي