صداقات أبي خالد عربية وعالمية كما هي محلية وتظهر مواقف الوفاء لتلك الصداقات في العلاقة الطويلة بين فوزية وليلى حسون التي كانت صديقتها أيام الجامعة الأميركية في بيروت. الحرب فرقت بين الصديقتين. وفي 2005 قررت فوزية البحث عن تلك الصديقة. يروي غسان رحلة البحث عن صديقة أمه قائلا: حينما كنا في بيروت شغلنا بالبحث عن ليلى التي لا نعلم عنها سوى أنها من قرية تدعى الغازية في جنوب لبنان، وكنا أنا وطفول نتهكم في أعماقنا من بحث أمي فلا علامات واضحة وما جعلني أسايرها رغبتي في زيارة واستكشاف جنوب لبنان وعندما تذكرت أمي اسم أم ليلى ومقرالمسكن آنذاك أيقنت حينها أن فراسة الشاعرة هدتها إلى مكان صديقتها ومنزلها بالضبط لتفتح باب غرفة صغيرة وتفاجئ صديقتها بوقوفها أمامها. ظل وسيبقى هذا الموقف مؤثرا فيّ ليزيدني يقينا بوفاء فوزية أبي خالد لصداقاتها وإرادتها القوية في الوصول إلى هدفها النبيل مهما كلفها الأمر من مشقة. تقول فوزية أبو خالد عمن أرشدوها إلى درب الشعر: ما أوصلني لذلك في ذلك الوقت المبكر هو أسرة لم تمنعني إن لم يكونوا نور وعبدالله وعمتي طرفة وموضي وعمي محمد وعمي عبدالعزيز وأخوالي هاشم وعلي وحمزة وجدتاي سارة وعائشة وإخواني وأخواتي محمد وفيصل وحسن وأحمد ونوال ونهى ومنشاري وأنوار وبؤبؤ عيني عبدالرحمن وحسناء قد اجتمعوا جميعا على تشجيعي على كل أشكال العشق الضارية. فمن عشق تراب هذه الأرض وعشق الجمال والعدل إلى عشق الكلمة و القراءة. كما لا أنسى دور معلمات من مدرستي المدرسة الابتدائية الخامسة بحي الرويس بجدة. وكذلك دور صديقات الطفولة ومطلع الشباب كانت تلك العلاقات تمدني بمساحات للركض البكر في فلوات الحب والصداقة والعلاقات الإنسانية الحميمة التي هي نسغ الشعر وخميرة الاشتعالات ومن رفيقات المدرسة أمل خوجة وفاتن كيال ونورة الجميح ونوف ومنيرة الفارس وسميرة أسعد وفريال جاد الحق ونور المحضار وأميمة الجوهري وعفاف باحارث ولمياء باعشن ونورة السديري وزينة طفولتي مزنة المحمود. ولن أنسى في عمري الكتابي المبكر تشجيع محمد حسن عواد لي والشيخ حسن آل الشيخ ومحمد حسين زيدان وحسين سرحان وعبدالله جفري ومحمد الشدي وفاتن شاكر وخيرية السقاف وحمد الجاسر. ففي الصندوق القديم الذي تحتفظ لي فيه أمي بعدد من دفاتر التعبير ومقالاتي الأولى في الابتدائي والمتوسط توجد رسائل سخية كتبوها لي بخطوطهم السامقة قبل أن أغادر مقاعد المدرسة.