سبق لي الثناء على خطوات إدارية ونظامية قامت بها وزارة العدل في عهد وزيرها الشاب الدكتور محمد العيسى وكان آخرها فوز المملكة بالمركز الأول عالميا في مجال سرعة نقل الملكيات، حيث أكدت من خلال خبرتي العملية بأن عملية نقل الملكيات في بلادنا عملية سهلة غير معقدة مقارنة بما يحصل في معظم دول العالم، وكان معالي الوزير يتفضل علي بين حين وآخر باتصال هاتفي يعلق من خلاله على ما كتبته ويضيف أو يصحح بعض المعلومات التي وردت في المقال وكنت أعتبر تواصله على الرغم من مشاغله دليل حرص واهتمام بالوزارة وأعمالها وما يدور حولها من آراء ومقترحات، ولهذا فلن أجد أي حرج من كتابة ما يلي من سطور تتضمن ملاحظاتي الخفيفة عن أوضاع كتابة العدل الأولى في مكةالمكرمة التي زرتها مراجعا قبل فترة وأوجز ملاحظاتي فيما يلي: أولا: يقع مبنى هذه الإدارة العدلية على قمة جبل أشم في مخطط حديث الولادة ولا توجد بجوار المبنى أي مواقف لسيارات المراجعين الذين يعدون بالمئات في الوقت الواحد فيركن بعضهم سيارته في سفح الجبل ويصعد بمشقة إلى حيث المبنى وقد انقطعت أنفاسه. ورأيت مراجعا يعاني من ضيق التنفس ومعه رجل يشجعه على الصمود والتجلد وفهمت من مرافقه أن ذلك الإنسان يعاني من اعتلال في عضلة القلب وأن الطلعة قد أجهدته وأنه لو كان يعلم بالأمر لما راجع الإدارة أو لاتخذ لنفسه وكيلا يقوم مقامه. وقد جربت صعود ذلك المرتفع بنفسي وكنت أظن أنني من القادرين على التحمل والسير الجاد في المرتفعات والمنخفضات ولكن التجربة أثبتت لي أن موقع كتابة عدل الأولى في أم القرى يمكنه هزيمة أي متحدٍ حتى لو كان في ريعان الشباب، فهل يعقل ألا تجد وزارة العدل في مكةالمكرمة كلها غير هذا المبنى المستأجر الذي يقطع الأنفاس ويعرض حياة المرضى للخطر وغيرهم لإمكانية الانزلاق والإصابة برضوض قد تكون خطيرة وتؤدي بالإنسان إلى عجز دائم أو مؤقت؟!. ثانيا: على الرغم من الاجتهاد المبذول لتسهيل إنهاء إجراءات المراجعين إلا أن طريقة استلام صكوك الملكية لإجراء عملية التهميش عليها تؤدي إلى فقدان بعضها وقد شهدت ذلك بأم عيني فبعد أن قدم مراجع يعمل عميد كلية في جامعة أم القرى صك ملكية تابعا له وجلس ينتظر عودته مهمشا تمهيدا لإجراء عملية البيع والإفراغ لدى أحد كتاب عدل في الإدارة قيل له إن الصك مفقود، وأن وراء فقدانه عدة احتمالات، إما أن يكون قد شبك مع معاملة أخرى لصك آخر فذهب به المراجع الآخر إلى أحد كتاب العدل أو أن الصك سلم بالخطأ إلى مراجع آخر لتشابه أو تطابق الاسم الأول «ياسر وياسر» أو أن الصك المفقود «ملبوخ» بين ملفات وسجلات التهميش. ولعلاقتي بصاحب الصك جلست معه أنتظر العثور عليه من الساعة الحادية عشرة حتى أدينا صلاة الظهر جماعة ثم نزلنا وقلنا لهم «قمحة والا شعيرة» فقالوا «شعيرة!»، فأستأذنت للانصراف. ثم علمت أن الصك ظهر بعد عدة أيام في مكتب أحد كتاب العدل بعد أن أرسل إلى مكتبه عن طريق الخطأ مع معاملة أخرى. فهل ضياع ذلك الصك حالة فردية شاذة أم أنها تعبر عن وجود خلل في بعض الإجراءات، مع العلم أن كل ما ذكر لا يعني عدم وجود تطور في أعمال الإدارات ذات العلاقة في وزارة العدل بل إن التطور حاصل والمطلوب المزيد منه حتى ترتقي أكثر. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة