إن أحب العبادة لله أدومها وأحب العباد إلى الله دائم الطاعة والشكر والذكر، فالله سبحانه وتعالى خلق الإنسان لغرض العبادة له تبارك وتعالى «وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون». وقول الباري جل وعلا: «الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم»، فالمطلوب من العبد أن يستمر على عبادة المعبود في كل حال وفي كل زمان وأن يكون لسانه رطبا بذكر الله وجوارحه متذللة خاشعة لله الخالق، وقد رأينا هذه الصفات بفرحة غامرة في أكثر المسلمين.. التسابق إلى المسجد والصلاة في الصفوف الأولى والتدبر في قراءة القرآن الكريم وختمه أكثر من مرة والحضور المبكر لصلاة التهجد ونحو ذلك من الأعمال الصالحة المقربة لله عز وجل نتمنى أن يستمر حال المسلمين كما رأيناها في شهر المغفرة والرحمة. لكنه مع الأسف الشديد فإن بعضا من المسلمين بدا ينقطع عن المساجد وصلاة الجماعة ومجالس الذكر والعلم حالة انتهاء شهر رمضان المبارك ولدى هؤلاء مفهوم خاطئ وهو قصر العبادة في شهر واحد فحسب. فينبغي أن يعلم علم اليقين أن أبواب الطاعة مفتوحة فلا تغلق إلى أن تقوم الساعة، وأوقات الإجابة كثيرة منها يوم الجمعة يوم عيد المسلمين ومن أيام الله المباركة وفيه ساعة لو سأل العبد ربه فيها حاجة لأعطاه الله بفضله وكرمه وبين الأذان والإقامة وقت عظيم يستجاب فيه الدعاء والصلاة في الثلث الأخير من الليل والناس نيام والصوم لستة أيام من شوال وصيام يوم عرفة لغير الحاج وصيام يومي العاشورا، وأيام البيض من كل شهر ففي كل ذلك على المسلم أن يجتهد ويتقرب إلى الله سبحانه وتعالى استعدادا لليوم الموعود فرسول الله صلى الله عليه وسلم غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، كان يستغفر كثيرا ويصلي ليلا حتى تتفطر قدماه. فأين نحن من رسول الله، صلى الله عليه وسلم.. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم والليلة أكثر من سبعين مرة.. وعن أم أنس رضي الله عنها أنها قالت: يا رسول الله أوصني، قال: اهجري المعاصي فإنها أفضل الهجرة.