أثناء التجول في الشوارع كثيرة المنغصات، لكن الأخطر منها تلك التي تباغتك من حيث تدري ولا تدري، فلا تكاد تسير في أمان الله حتى يصلك الصوت قبل الصورة عبر الأبواق المزعجة التي تصدر أصواتا نشازا، تجفل منها القلوب وتدفعك لبحلقة عينيك في كل المرايا باحثا عن مصدر الصوت القادم، وما إن تلتفت حتى ترى سائق حافلة والتي ينعتها السكان ب«خط البلدة»، مارا من جوارك وموجزا كل الحركات اليدوية في ثوان، في رسالة تدل على عدم الرضا لتتذكر الدعاية الشهيرة التي ما إن يشربها المؤدي لها حتى وتنبت له جوانح، ووجه الشبه بينهما الرغبة في التحليق. وبالنظر للأخطر الآخر فإن سائقي «الليموزينات» يهددون الحياة الحركية في الطرقات، إذ أنه وفي غمضة عين ينبري لك سائق أجرة من أقصى اليسار لأقصى اليمين بحثا عن زبون دون استئذان أو إشارات مرورية، وهي في اعتقادي الأقل عطلا نظرا لقلة الاستخدام. جميع الفئتين تلك الطائرة بلا جوانح، والأخرى التي لم تقد في بلدانها دراجة هوائية، يدور حولهما تساؤل في ظل الشرط الصعب للحصول على رخصة القيادة، والتي لا بد أن تكون عمومية بينما هناك من يحمل الرخصة الخصوصي ويمتلك أساسيات ومهارات قيادة أفضل منهم بمراحل. إن وقوف الحافلات الطائرة والليموزينات المتهورة خلف نسبة كبيرة من الحوادث يتوجب أن تعيد إدارة المرور النظر في آلية منح رخصة القيادة العمومية، وأن تتعدى اختبارات المنح مجرد القدرة على «التسفيط». [email protected]