حين سمعت تعليل بعض المعنيين بتنظيم ملتقى الكتاب المنعقد في المنطقة الشرقية لعدم دعوتهم الكاتبات للمشاركة في الملتقى، وأن ذلك كان بسبب عدم توفر الاستعدادات اللازمة لم يكن أمامي سوى أن ابتسم! في مثل هذه الحالات لا يكون أمامك سوى خيارين: أن تشد شعرك غيظا، أو أن تبتسم ساخرا، فاخترت الابتسام، ذلك خير من شد الشعر! في بداية هذا العام، حين حمي وطيس الجدل حول عدم مشاركة المرأة في انتخابات البلدية، ظهر أحد المسؤولين عن تنظيم الانتخابات ليعلل عدم إشراك المرأة في الانتخاب بقوله إن ما يحول دون إشراك النساء في الانتخابات هو توخي تحقيق العدالة في المجتمع بإتاحة فرصة الانتخاب لجميع النساء في المملكة، وأن النساء في القرى والمدن الصغيرة ما زلن غير مهيآت للانتخاب، لذلك رؤي منع النساء جميعهن من الانتخاب إلى أن يصبحن كلهن مهيآت لخوض هذه التجربة! يومها، أذكر أني عندما قرأت ذلك التعليل المملوء (بالعدالة)، لم أجد خيرا من أن أبتسم، فذلك مرة أخرى، خير من شد الشعر! ما هذه الأعذار العبقرية الابتكار، التي يرفعها في وجوهنا بكل تهذيب وأدب إخواننا المولعون بإقصاء النساء عن الحياة! إن كان ثمة وجه جميل في هذه الأعذار المهذبة فهو في كونها تنبئنا أن أخوتنا الكرام باتوا يعيشون في صراع باطني مع نفوسهم، فهم يدركون عقليا أنهم مخطئون ومقصرون في حق الوطن، قبل المرأة، حين يكونون عاملا نشيطا في حرمان الوطن من الانتفاع بعطاء بناته انتفاعه بعطاء أبنائه، لكنهم في الوقت نفسه، يجدون أنفسهم أضعف من أن يتغلبوا على ما قد ترسب في أعماقهم غير الواعية من موروثاتهم القديمة التي تنظر باستخفاف إلى إمكانات المرأة وما قد تضيفه إلى الحياة العقلية والفكرية. تحت وطأة هذا الصراع تتفتق تلك الأعذار العبقرية في تعليل استثناء النساء و(تطييب) الخواطر بوعد خلب في مستقبل أفضل. قد يكون نوعا من مخادعة الذات، وإيهامها أنهم ليسوا متخلفين عن ركب الحياة وإنما هم مجرد متروين متصيدين للخطة المناسبة والظرف الملائم! وما أراه أننا في حاجة إلى إيجاد علاج شاف لإخوتنا أولئك الذي يعانون من الصراع الباطني مع الذات، الذي جعلهم كما يقول أطباء النفس في حالة سيكوباتية، وهي حالة مرضية تسيطر على نفس صاحبها فتظهر عليه أعراض الخوف والتردد والعجز عن اتخاذ القرار أو حتى تنفيذه أحيانا، وفي مقابل ذلك نجده متصلبا بعيدا عن المرونة وفاقدا للطموح نحو تحقيق ما هو أفضل. فاكس 4555382-1 للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة