بعد عشر سنوات من 11/9 الذي إلى الآن لم يعط اسما، وما زال يذكر باليوم والشهر كحدث يراه البعض أكبر من أي اسم ما زال الإعلام يتحكم في آلية التعاطي مع هذا الحدث، إذ يضخ مزيدا من المعلومات المتناقضة والمتصادمة بعضها ببعض، فيصنع جدلا، حول بوش الابن والقاعدة وبن لادن و«CIA» و«FBI» و«الموساد» الذي قيل إنه كان يعرف بالضربة فطلب من رعاياه عدم الذهاب للبرجين في ذاك اليوم. فيعود أغلب سكان الأرض لطرح أسئلة «هل بن لادن عميل لأمريكا نفذ هجوما ليمنح أمريكا غطاء لتحتل أفغانستان والعراق؟»، «كيف عرفت الموساد وحدها بالهجمة؟»، «هل الحكومة الأمريكية ضربت نفسها بنفسها فقتلت شعبها لتحارب الإسلام؟»، وباقي الأسئلة المتناقضة التي لن تؤدي لشيء. ثم تترك الأسئلة بعد جدل عقيم، وينشغل الغالبية بقضاياهم الشخصية إلى السنة المقبلة لتعاد نفس البرامج والمعلومات ونفس الأسئلة المعلقة والجدل العقيم. وهكذا منذ عشر سنوات، يتعاطى العالم مع 11/9، الذي قيل إنه غير العالم، ولكن إلى ماذا غيره؟ أعتقد أن شيئا لم يتغير في العالم، وما زال كما هو، فكل الحضارات عبر التاريخ ما زالت تعتمد في تمويل نفسها على الحروب ومقاسمة الآخرين أرباحهم، وما زال أهل كل حضارة لا يرون عدوانية حضارتهم، ويرون عدوانية الحضارة الأخرى، فالإنسان الغربي الذي يرى أن مقولة هارون الرشيد «أمطري حيث شئتِ فسيأتيني خراجك»، فيها عدوانية على الآخر، لا يستطيع رؤية قبح حضارته وعدوانيتها إذ يقول ساكن البيت الأبيض «افتحوا بئر بترول حيث شئتم فسأشارككم به». إن أكبر مأزق تواجهه الإنسانية منذ أول حضارة، أنه وإلى الآن ما زالت الحضارة ترى الآخر عدوا ومباحا لها، فتبتكر الألاعيب والحجج لنهب الآخر، وإلى أن يبتكر الإنسان حضارة جديدة ترى الآخر خارج إطار العدو والمباح، سيستمر العالم كما هو، ولن يتغير وإن حدث كل عام 11/9. [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة