يبدو أن وزارة المياه والكهرباء تعاني من ضعف اللياقة البدنية فلا تستطيع مواصلة الركض الصحفي بعد أن استنفذت لياقتها في الكتابة عن أدوات ترشيد الماء في المنازل (المرشدات)، فأصابها الإنهاك ولم تعد قادرة على الرد على سؤال مواطن عن ارتفاع خسائر قطاع المياه، وتجاوز نسب التسرب إلى أكثر من 50 %، فقد مر حتى الأمس 20 يوما وهذا السؤال يصافح وزير المياه والكهرباء كل صباح دون أن يمد له يد الإجابة رغم أن ذلك يخالف توجيهات القيادة الكريمة الواضحة بضرورة الرد على وسائل الإعلام خلال 15 يوما من النشر، وهذا مثال واضح لما قصدته في مقال الأربعاء الماضي بعنوان (وزراء العجب)، ومن محاسن الصدف أو قل مساوئها أن السؤال يتحدث عن ذات الموضوع الذي استنفذ لياقة الوزارة وهو منع هدر المياه ولكن فيما يخص جانب (عدم الترشيد) المتعلق بالوزارة وليس المواطن!!، وهنا مربط الفرس، فهذه الوزارة لا تريد أن تتناول إعلاميا مايخصها من جانب الهدر رغم ضخامته وفلكية أرقامه واستمراريته وتريد أن تصرف الملايين والحبر والصفحات والإعلانات المكلفة لكي يركب المواطن أداة ترشيد أو صندوق طرد (سيفون) صغير!!. الأمر يا سادة يا كرام لا يتعلق بمجرد تجاهل مسؤول لسؤال مواطن رغم عظم هذا الأمر خاصة في هذا الوقت، لكنه يتعلق أيضا بسلوك وزارات ومؤسسات حكومية تريد من المواطن أن يقوم بدور ثانوي وهي لم تقم بدورها الأساس والأهم، ولا تريد أن تقوم به ولا حتى أن تتناوله إعلاميا وهذا مؤشر خطير يبعث على القلق من غياب القدوة ومن ترسيخ مفهوم (فاقد الشيء لا يعطيه)، فمثلا وزارة المياه أنفقت من الأموال للحث على تركيب المرشدات ما يكفي لوقف التسربات المستمرة في مدينة كالرياض، ولك أن تتخيل شعور مواطن يفتح صفحة كاملة ملونة في صحيفة فيرى صور المرشدات أو سدد للتو غرامة تسريب وهو يقف في حي النفل أو حي النزهة أو مغرزات في الرياض أمام (ماسورة) ضغط عالٍ يتدفق منها الماء منذ عدة أشهر ولم يتم إصلاحها!!، ثم يرى ذات المواطن أن الحبر الذي استهلك في الكتابة عن المرشدات يعادل جريان نهر النيل 50 ألف سنة، بينما تشح الوزارة بنقطة حبر للرد على سؤاله الذي لم يهدأ. www.alehaidib.com للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 262 مسافة ثم الرسالة