أتفاعل مع الهدف النبيل لبرنامج إفطار صائم، وأحترم دوافعه الإنسانية، وأقدر جهود القائمين عليه والمتبرعين له. وأسال الله أن يجزي الجميع خيرا. ولكن؟ في السنوات الأخيرة تحول البرنامج إلى تجارة من خلال تسويقه بشتى الوسائل وباستغلال النصوص الشرعية: «من فطر صائما كان له مثل أجره غير أنه لاينقص من أجر الصائم شيئا» فليس هناك مسجد إلا وفيه مائدة إفطار يجتمع حولها من يجتمع، وتطوع شباب لتوزيع وجبات للسيارات قبيل الإفطار أو للمارة الذين من الممكن أن يداهمهم أذان المغرب وهم خارج بيوتهم أو مساجدهم. أي أن الجهد الذي يقصد به الخير من أهل الخير اتسع ليشمل كل الاحتمالات تقريبا، وكل الأماكن والمستفيد المادي شركات الأطعمة والمطاعم وغيرها، وأصبحت العملية شطارة وفتح أبواب لمزيد من استنزاف الجيوب بوازع فعل الخير، ونحن جبلنا والحمد لله على فعل الخير. ولكن من المستفيد؟ وهل يستحق كل الذين تتوزع عليهم هذه الوجبات أو يجلسون على موائدها وينطبق عليهم مضمون الحديث الشريف؟ وهل تذهب كل الأموال التي تجمع لهذا الغرض في نفس الهدف أم..؟ وإذا كان ثمة فائض فأين يذهب؟ وهل هناك جهة تحاسب وتراجع لتتأكد أنها صرفت فيما جمعت له ولم تستغل لأفعال أخرى؟ (حظرت وزارة الشؤون الإسلامية التبرعات لإفطار صائم وحصرته في الجمعيات الخيرية المعترف بها)؟! نحن في ظروف استثنائية ومؤامرات علنية وسرية تحاك داخلنا وحولنا، وكلها تحتاج تمويلا ماديا والأموال تتدفق من جيوبنا بكل سذاجة فور ما نسمع عن مشروع خيري دون أن نجهد أنفسنا أو نفكر أو نتساءل كيف ولماذا؟ لتستغل هذه الأموال وتتحول بكل أسف إلى قنابل وصواريخ ورصاص تتصيد صدورنا. فعلى الذين يبغون الخير أن يمعنوا النظر حولهم، ويجهدوا أنفسهم في البحث وسيجدون مصارف تستحق الخير وإغاثة الذين لايسألون الناس إلحافا إطعاما وملبسا وسكنا. وأكتب بعد الشهر المبارك لتكون هناك فرصة للتفكير. * مستشار إعلامي ص.ب 13237 جدة 21493 فاكس: 026653126 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 257 مسافة ثم الرسالة