تحتدم المواجهات بين قوات موالية للزعيم الليبي الهارب معمر القذافي والثوار، إذ قتل شخص من القوات الموالية للقذافي أمس في اشتباكات مع الثوار الليبيين قرب بني وليد، أحد آخر معاقل القذافي، بحسب ما أفاد قائد لمقاتلي السلطات الانتقالية الجديدة في ليبيا. وقال عبدالله بو عصارة إن «مسلحا مواليا للقذافي قتل خلال مناوشات مع الثوار جرت في منطقة رقبة دينار على بعد حوالى 17 كلم من بني وليد، بعدما هاجم مع سبعة آخرين نقطة استطلاع للثوار الذين أصيب واحد منهم». وأضاف أن «جثة القتيل موجودة في مستشفى قريب وقد طلبنا من أسرته الحضور لاستلامها». من جهة أخرى، يقول مشعان الجبوري مالك قناة الرأي، المؤسسة الإعلامية الوحيدة التي لا تزال على اتصال بمعمر القذافي إنه يعارض المستبدين لكنه يعتقد أن الزعيم الليبي المخلوع يجسد المقاومة ضد الاحتلال الأجنبي. والجبوري، النائب السني السابق في البرلمان العراقي الذي يتخذ من دمشق مقرا له، هو الشخص الوحيد الذي كان قادرا على الاتصال بالقذافي منذ تواريه عن الأنظار، إثر سيطرة قوات المجلس الوطني الانتقالي على طرابلس. ويقول في تصريح صحافي من دمشق "عندما احتاج للتحدث معه أبعث له رسالة، أو يتصل بي عندما يريد هو إيصال رسالة». ويضيف الجبوري (54 عاما) أن «الهدف من إطلاق هذه القناة التي بدأت بثها عام 2006، هو النضال ضد كل أنواع الاحتلال سواء كان في العراق، فلسطين، أو مثل ما يجري الآن في ليبيا». وتابع الجبوري، «لكن الآن يجب علينا أ ن نعترف أن معمر القذافي يمثل مقاومة الشعب الليبي ضد عدوان حلف شمال الأطلسي، وهذا هو سبب دعمي له». وماضي رجل الأعمال العراقي مثير للجدل، فهو ينتمي إلى قبيلة كبيرة من محافظة صلاح الدين (شمال) وهي نفس المحافظة التي ولد فيها الرئيس الراحل صدام حسين، وعمل في السابق لصالح جريدة «الثورة» التابعة لحزب البعث التي كان يرأس تحريرها طارق عزيز آنذاك. هذا ونفى معمر القذافي في رسالة صوتية جديدة البارحة الأولى أن يكون فر إلى النيجر التي كانت السلطات الانتقالية في ليبيا طلبت منها الأربعاء منع دخول القذافي إلى أراضيها، معتبرا من جانب آخر أن الحلف الأطلسي سيهزم في ليبيا. وندد القذافي في رسالة صوتية بثتها قناة الرأي الفضائية التي تبث من دمشق بما راج عن فراره إلى النيجر قائلا «ليس أمامهم إلا الحرب النفسية والأكاذيب، آخر شيء قالوه إننا رأينا رتل القذافي دخل إلى النيجر».