ما من علاقة زوجية إلا ويقع فيها فتور ونفور وجفاء وخلاف وأزمات وتأزمات، لا منجى من مرور هذا، ولا مناص من حدوث ذلك؛ لكنها تتفاوت حسب العمر والوعي ودرجة النضج في شخصية الزوجين، وحسب حالة التربية ومستوى الثقافة، وهي أمور قد تنمو وتكبر مع الأيام، ثم تتضخم وتتطور بعد ذلك إلى انفجار؛ ينهي العلاقة الشرعية إلى الأبد. يقع الخصام، ويحدث النزاع بعد أن ينفخ فيهما الشيطان نار الغضب وتقع الكارثة وتحل المصيبة؛ إذا ضاق الصدر لديهما، ونفد الصبر بينهما ليصل الحال إلى اشتعال العداوة وتفكك الأسرة وضياع الأبناء وحدوث الاضطرابات ووقوع الإشكالات. عندما تعيش الأسرة على مناوشات مستمرة وصراعات متكررة؛ تصبح على قهر وتمسي على كدر، فأي نفسية سيكون عليها أفرادها، وماذا سيجدون في يومهم، وماذا سيجنون في حياتهم. ولعل الفاحص لأسس الخلافات بين الزوجين يجد أنها تفتقد السكينة والألفة، وتفتقر المودة والمحبة، لكنها متشبعة بالأنانية وحب السيطرة وممتلئة بالخشونة والاندفاعية ومحاطة بالصورة المثالية، التي يستحيل وجودها في الإنسان، ومادام الزوجان يهملان الواجبات المفروضة أو يجهلان الحقوق المطلوبة فإن الخلافات ستظل تخيم على عش الزوجية. والحل أن يحرص كل طرف على أن يعطي قبل أن يأخذ وأن يكثر من المدح، ويقتصد في النقد، وتجنب ما يثير الاستفزاز والخصام، وضبط الانفعال، وتقديم التنازلات وترك المثالية، والترفع عن الصغائر.. اعتذر عن أخطائك ولا تذكر الأخطاء الماضية. د. عبدالله سافر الغامدي جدة