أنهارت أمس مفاوضات اللحظة الأخيرة بين الثوار الليبيين وزعماء قبائل مدينة «بني وليد»، ما قد يعجل الحسم العسكري لدخول المدينة التي يعتقد أن عددا من أركان نظام القذافي يختبئون فيها بما فيهم نجلاه الساعدي والمعتصم والمتحدث باسم نظامه موسى إبراهيم. وقال رئيس المفاوضين من قبل المجلس الوطني الانتقالي عبدالله كنشيل للصحافيين إن المفاوضات من جانبهم انتهت، مشيرا إلى أن مفاوضي المجلس الوطني الانتقالي قدموا تنازلات كثيرة في اللحظة الأخيرة وسيتركون الأمر للقادة الميدانيين لاتخاذ القرار وللمجلس الوطني الانتقالي ليقرر الخطوة المقبلة. وأضاف أن زعماء قبائل بني وليد قالوا إنهم لا يريدون المحادثات ويهددون أي شخص يتحرك. وتابع «إنهم ينشرون قناصة فوق المباني العالية وفي بساتين الزيتون، وأن لديهم قوة نيران كبيرة». وأوضح كنشيل أن فريقه رفض في بداية المفاوضات التفاوض مباشرة مع مقاتلي القذافي قبل أن يوافق لاحقا على التفاوض فقط مع أشخاص لم يتورطوا في قتل مدنيين. وأضاف «لقد أرادوا (أنصار القذافي) المجيء مع أسلحتهم، وقد رفضنا». وتابع «طلبوا أن يدخل الثوار بني وليد من دون أسلحتهم (بذريعة المفاوضات) ليتمكنوا من قتلهم». وكان زعماء قبائل من بلدة بني وليد وصلوا إلى نقطة تفتيش عند خط المواجهة الأمامي على بعد نحو 60 كيلو مترا شمالي المدينة للتفاوض بعد أن قال المتحدث باسم المجلس الانتقالي عدة مرات إن المحادثات انتهت وأنهم على وشك الهجوم على البلدة. وهناك تكهنات من مسؤولين في المجلس الوطني الانتقالي بأن أعضاء من عائلة القذافي بل وحتى الزعيم الليبي السابق نفسه ربما يكونون مختبئين في البلدة. وذكر قادة عسكريون للثوار عند نقطة التفتيش أنهم يعتقدون أن سيف الإسلام نجل القذافي ربما فر من البلدة أمس الأول.