هو عنوان كتاب لمعالي الأستاذ الدكتور محمد بن أحمد الرشيد، صدرت طبعته الأولى عام 2010 وأعيدت طباعته عام 2011، الكتاب صغير الحجم لا يزيد عدد صفحاته على 123 صفحة، لكنه يحتوي مضمونا ثقيلا كثير الدسم. فالكتاب كما يدل عنوانه يهدف إلى توضيح حقيقة موقف الإسلام من المرأة بعد أن تعرضت تلك الحقيقة للتشويه على أيدي التشدد والتقاليد والعادات المجتمعية. أن يؤلف الدكتور الرشيد كتابا عن موقف الإسلام من قضايا المرأة المهمة، التي كثيرا ما يثار حولها الجدل في عصرنا هذا، هو أمر ليس بمستغرب، فالدكتور الرشيد يعد في مقدمة المنافحين عن مكانة المرأة والداعين إلى رفع التهميش عنها بفتح أبواب التعليم والعمل لها وتيسير سبل إسهامها النافع في التنمية الاجتماعية، وهو ينطلق في دفاعه عن المرأة من اقتناع كامل بأن ما تعيشه المرأة في واقع حياتها الاجتماعية مما يتضمن في بعض الأحيان غمطا لحقها أو تمييزا ضدها، هو ليس في أصل الإسلام الذي جاء لينصف المرأة ويرتقي بها، لذلك هو يقدم هذا الكتاب ليبين بصورة واضحة وذكية حقيقة ما تضمنته الأحكام الإسلامية في هذا الشأن. ينطلق المؤلف من القول بأننا إن كنا نسعى إلى نشر الإسلام فعلينا أن نبتعد عن المغالاة ونلتزم بالوسطية والاعتدال في المنهج، وأن نبرز صورة جميلة للدين ترغب فيه ولا تنفر منه، وأن هناك بعض أنواع المعاملة غير العادلة التي تقع على المرأة باسم الإسلام فتنفر الناس منه، وذلك مثل العمل بجعل دية المرأة نصف دية الرجل بالرغم من أنه ليس هناك دليل صحيح صريح على أن دية الأنثى نصف دية الذكر، وهو ما يظهر الإسلام كما لو أنه لا يقيم للمرأة وزنا. ولوجه الحق، فإن المؤلف يقدم آراء جريئة في كتابه هذا، وهو يستمد جرأته كونه مطمئنا إلى أنه لا يورد سوى ما يثبت لديه أنه الأصل في الإسلام، لذلك هو يقول أن لا أصل في الإسلام لعزل المرأة وإقصائها وإرغامها على تغطية وجهها، وأن هذا من اجتهادات بعض المجتهدين، كما أن للمرأة في الإسلام مزاولة المهن كلها، ولها «أن تتولى وظائف إدارية وقيادية مثل الرجل إذا توفرت فيها الشروط الوظيفية أيا كانت».. وكذلك للمرأة أن تعلم الرجال حين تكون هي الأكثر إفادة والأفضل تأهيلا في مجالها، وللرجل أن يعلم النساء في مجلس علم مشترك، قياسا على ما كان يحدث في تاريخ المسلمين من جلوس النساء والرجال معا في حلقات العلم في المساجد، وكذلك قياسا على اجتماع الجنسين في المسجد لأداء الصلاة. الدكتور الرشيد، اشتهر بآرائه الجريئة ومطالباته التي قد ينكرها البعض عليه، ويذكر في كتابه ردة الفعل العنيفة التي واجهها بعد أن قال إنه يرى ضرورة تقديم الرعاية البدنية للبنات في المدارس كما هي للبنين، فقد عد آنذاك داعيا إلى شيء منكر ينبغي التبرؤ منه!!. وها هو اليوم في كتابه هذا يخوض المعركة من جديد فيقدم مقترحات قد تثير البعض عليه مثل نقده لبعض الأنظمة المعيقة لحركة المرأة كحظر قيادة السيارة على النساء، أو مطالبة المرأة عند السفر بتقديم موافقة خطية من وليها تفيد بإذنه لها بالسفر!!. أما بعد، فإني أهدي إلى المؤلف الكريم صدق التحية وأعمق التهنئة بكتابه القيم هذا، راجية أن يهدي إلينا أمثاله بين حين وحين. فاكس :4555382 1 للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة