من هذه الزاوية أخط حروفي، وأنسج خيوطي، بأحر وأصدق التهاني لأسرة عكاظ التي جعلتنا نجتمع مع من نحب، ونهنئهم بهذه المناسبة السعيدة، وبالأخص أسرتي الغالية، وكل فرد فيها ممن رأيتهم، واجتمعت بهم، وممن سمعت صوتهم في هذا العيد، وممن لم يتسن لي رؤيتهم؛ إما لبعدهم أو فقدهم، وللأمة الإسلامية بأجمعها، حيث تتجلى في هذه الأيام السعيدة أوائل أيام عيد الفطر أعاده الله علينا بالخير والبركات مظاهر عديدة في كل بيت وبين أسرة وأخرى، والذي يجمعها الحب والألفة وصلة الأرحام، وفرحة هذا العيد التي لاتساويها فرحة، لاسيما ما يقدمه الأهل لأبنائهم من هدايا وحلوى وعيديات تدخل على قلوبهم البهجة والسرور، وبحسب إحصائية مصادر حكومية، وأهلية في المملكة وصل مقدار هذه العيديات إلى ثلاثة مليارات ريال نقدا أتمنى أن يكون لنا أوفر النصيب منها. وهذه المناسبة التي ملأت قلوبنا بالفرح، أعادت لنا الذكريات الجميلة التي خلدت في ذاكرتنا التي امتلأت بضغوط الحياة ومشاغلها على مدى العام. وهذا العيد يعتبر فرصة لنا؛ فحري بنا أن نستغله لتصافي القلوب، وتناسي العيوب، فهو يعتبر تذكرة للولوج لقلوب الغير، والتسامح منهم ونسيان ما مضى والعفو عن كل شخص أساء إلينا فقطعناه، فليبادر كل منا لشراء هذه التذكرة، وتسليمها لشباك المسامحة، والجلوس على مقعد العفو، والنظر إلى ساحة الود والإخاء، لتكون النتيجة الحب مقابل الوئام، ولكن البعض الآخر لايكون نصيبهم من هذه الأيام من ضيافة الرحمن، وصلة الأرحام إلا السهر والنوم طوال النهار، وعدم استشعار هذه النعمة العظيمة في هذه الأيام التي ترسم الابتسامة على وجوهنا، وتنسج خيوط البهجة والسرور على بيوتنا ومن حولنا، ولكن نصيحتي لهم بأن ينظروا إلى حال من هم في هذه الأيام كانوا بالأمس يتناولون إفطارهم مع أبيهم الذي خرج وعاد لهم محمولا على النعش برصاصة طائشة في مواجهات في الأنحاء السورية، وليتفكروا في حال الثكلى التي باتت تستجدي من حولها لتجمع شتات شملها في اليمن، وذاك الذي بات وحيدا في ليبيا نتيجة لفقده أسرته بأكملها، ولننظر لحال الذين أصبح الدواء طعما لعيدهم، والذين هم في السجون يرجون لقاء أهلهم ومشاركتهم فرحتهم، أو حتى سماع أصواتهم وتهنئتهم بالعيد، ولمن هم في الجانب الآخر في الصومال حفاة عراة لايجدون حتى قطعة الحلوى ليفرحوا بها، ولا أعتقد أنهم حظوا برؤيتها على الأقل أو لم تكن على موائدهم، وهذا إن كان لديهم مائدة يجتمعون عليها، فهم في مجاعة وفقر مدقع، فلا وقت لديهم للحلوى، واستقبال العيديات من ذويهم، وهذا أيضا إذا كان لديهم ما يملكون تقديمه، لأنهم منشغلون في البحث عن قطرة الماء، ومع هذا كله بكل الأسف وبأصدق المشاعر لا أعلم هل أوجه تهاني وتبريكاتي، أم عزائي لهم، لكن ما أستطيع أن أقدمه هو دعواتي الصادقة لهم بأن يمن الله عليهم بالرخاء، والرزق المنهمر من السماء، ليعيشوا كغيرهم من السعداء، وأن يحفظ لبلاد المسلمين أمنها، وأمانها، ورخاءها، واستقرارها. عائشة اليافي