«بعض من بعضٍ لشفف وتجاريب في جنون مقاطعي ومن خارج دوائرها أهديها إلى الأخ أسامة أحمد السباعي مع بالغ محبتي وتقديري وإعزازي معا». المحب أخوكم عبد الله إبراهيم السقاف بهذه العبارات «الشفافة» سطرت يد الأستاذ السقاف إهداء على كتابه «جنون المقاطع من خارج الدوائر» عن دار الشروق عمان 2010م. يتألف الكتاب من سبعة مقاطع (سبعة فصول) يشتمل كل مقطع على موضوعات عدة، يضمها جميعا تأملات في الحياة وعيوبها ومثالبها، يفرخ في ثنايها تجاربه الذاتية، ويصف متناقضاتها، متكئا على تاريخ أشواقه الشاعرية، عازفا على أوتار النفس البشرية، يسبرغورها ويتعمق في أسرارها. يرسم المؤلف لوحات من الحب تزاوج السلاسة بالعمق، يمتاح من مخزونه اللغوي والثقافي، بعبارات تتساقط على ضفاف إيقاعات وجدانه.. تستثير وجدان القارئ، وتستولي على فكره. وحين ينفتح السقاف على ذاته تنساب خواطره في ألحان رومانسية فيما أسماه «سوانح الدهر» يصف فيها الحياة «من خارج الدوائر» أحقادا وضغائن وكذبا وظلما وجحودا. لعل هذه الخواطر «تباريح» أكثر منها سوانح، فالسوانح أطياف تبعث على التفاؤل حين كان العرب يتيمنون لما يأتي إليهم من اليمين؛ كالطير والغزال، والقطا. أما التباريح فتلك التي يتشاءمون بها حين يأتي الطارئ من الجانب الأيسر، فالشر والشدائد والدواهي والزيف والكذب هي عند العرب «تباريح الدهر» وهي غير سوانحه. ويمضي المؤلف في تجسيد متناقضات الحياة، فمرة تقطر مفرداته رقة وعذوبة، لوعة ووجدا: «ابعثي لي طيفك رسولا يحمل القبلات مغلفة بوريقات أنفاسك الحارة؛ لتبعث في النفس الحياة»! ومرة ينفث كلماته تشاؤما ويأسا: «عالم مليء بالقهر وفاقة الحب، نرجسي الطباع، ملطخ بالخيانة، فاقد الوفاء، عليل الجسد والروح والعاطفة، عالم لا يعرف سوى نفسه المريضة ويدعي الصحة والعافية.. لعمري إنها «سقطة سلوك»: والسلام». ما أمتعها ساعة من ليل أمضيتها مع قضايا الإنسان، آلاما وآمالا، حقيقة وخيالا، تظللها الرؤى ويصورها واقع الحياة. فشكرا للمؤلف على إهدائه. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 256 مسافة ثم الرسالة