انتعشت محال بيع الحلويات بقوة خلال الأيام الثلاثة الأخيرة، حيث سجلت حركة الطلب والمبيعات أرقاما قياسية بالمقارنة مع مستوى الطلب خلال شهر رمضان، بالرغم من كونه أهم المواسم لهذا القطاع، حيث بلغت نسبة الطلب نحو 100 في المائة بالقياس مع الأسبوع الأخير من رمضان. متعاملون في قطاع الحلويات في المنطقة الشرقية قالوا إن نسبة كبيرة من المحال استطاعت استيعاب الطلب بشكل إيجابي، نظرا لاستعداد المبكر، الذي حرصت على توفيره قبل فترة كافية، لاسيما أن أيام العيد تشكل أحد المواسم المهمة، لذا الاستعداد المبكر له من الأشياء الأساسية. كما حرصت أغلب المحال على ابتكار أشكال جديدة من الحلويات بأذواق متعددة، بهدف استقطاب المزيد من الزبائن، بينما حاولت بعض المحال إضافة نكهة جديدة على الأطباق المطلوبة في فترات العيد، كنوع من التعاطي الإيجابي مع المنافسة الشديدة بين محلات الحلويات في الأسواق المحلية. وقال سالم الصالح إن موسم العيد الحالي كان أفضل من موسم عيد الفطر الماضي، حيث ارتفعت نسبة المبيعات فيه نحو 50 في المائة مقارنة بإجمالي مبيعات الأيام الثلاثة الأولى من العيد الماضي، الأمر الذي ساهم في إعطاء دفعات قوية لهذا القطاع الذي يعاني من منافسة حادة، من جانب الصناعات المستوردة ذات الأسعار الرخيصة، وخصوصا نوعيات الشوكولاتة وبعض أصناف الحلويات الأخرى. وأرجح أسباب تحسن سوق الحلويات في الموسم الحالي إلى عوامل متعددة منها على سبيل المثال وجود نسبة كبيرة من المواطنين والمقيمين في المملكة، حيث يفضلون قضاء إجازة عيد الفطر في الداخل دون التفكير في السفر. من جانب آخر، فإن الزيارات العائلية التي تتسم بها هذه المناسبة الدينية تشكل عاملا آخر في دعم هذا القطاع المرتبط بشكل مباشر بالمناسبات السعيدة. وذكر محمد الفهد أن الطلب على الحلويات لا يقتصر على جانب دون آخر، فمختلف أنواع الحلويات تجد طريقها للمنازل قبل عيد الفطر المبارك بيوم أو يومين، بيد أن الازدحام يصل لأعلى مستوياته بعد إعلان رؤية هلال العيد، حيث تستمر المحال في العمل حتى ساعات الفجر الأولى، فالجميع يسعى لاستكمال المائدة المطلوبة لاستقبال الأقرباء والأصدقاء والزوار في صبيحة أول أيام عيد الفطر، كما أن إغلاق المحال في اليوم الأول يمثل هاجسا قويا لدى أرباب الأسر لمحاولة سباق الزمن للحصول على الاحتياجات الضرورية من مختلف أنواع الحلويات لتقديمها للضيوف أو الأبناء على حد سواء. حول الأسعار، تختلف باختلاف المحال وإن كانت تلك الاختلافات ليست كبيرة، فمثلا تتراوح أسعار الشوكلاتة بين 90 إلى 130 ريالا للكيلو الواحد، بينما تتراوح أسعار الملبس بين 40 إلى 75 ريالا للكيلو الواحد والحلاوة بين 50 إلى 95 ريالا للكيلو الواحد، والبقلاوة بين 55 إلى 85 ريالا للكيلو والمعمول بين 45 إلى 85 ريالا للكيلو. أما أنواع الكيك والجاتوهات فإنه من الصعب تحديد سقف معين لأسعارها، نظرا لنوعية العمل المطلوب فيها وحجمها وكذلك المواد المصنوعة منها، وغيرها من الأمور التي تدخل في عملية تحديد السعر. علي العبد الله قال إن الصناعة المحلية أصبحت تحظى بثقة كبيرة من المستهلك، خصوصا في ظل تراكم التجربة ووجود عمالة ماهرة لا تقل مهارة عن الموجود في الخارج، الأمر الذي يفسر مدى الإقبال على الصناعات المحلية، بالرغم من وجود منافسة قوية من المنتج الأجنبي الذي يغزو الأسواق المحلية، بأسعار منافسة ومغرية، إلا أن الزبون يفضل المنتج المحلي في الوقت الراهن. ولعل تزايد عدد محال صناعة الحلويات في المملكة خلال السنوات الأخيرة، يعطي انطباعا إيجابيا عن مدى السمعة التي وصلتها إليها الصناعة المحلية للحلويات في الأسواق المحلية.