اطلعت عن طريق الإيميل الخاص بي على مقال موسوم باسم الكاتبة الدكتورة نوف المطيري في مجلة (حدث) وكان بعنوان «عفوا.. مكة للأثرياء فقط». حيث تصف الكاتبة فيه ارتفاع أسعار السكن في مكةالمكرمة فتقول: «أصبحت منطقة الحرم ببناياتها الشامخة في السماء لا يسكنها سوى الأثرياء، إثر الارتفاع الجنوني لأسعار الغرف في المنطقة».. كما أنها تضيف: «وإذا كان ارتفاع الأسعار قد حدث في بداية شهر رمضان فماذا سيكون عليه الحال في العشر الأواخر من رمضان» ؟. وإنني هنا أرد على كاتبة المقال استشعارا مني للمسؤولية الوطنية والدينية والاجتماعية فأنا ابنة مكةالمكرمة الغيورة عليها فمكة قبلة المسلمين جميعا الذين تهفو إليها أفئدتهم فتستجيب أجسادهم وتمتلئ جوانحهم بالروحانيات والنفحات الإيمانية في تلك البقعة الطاهرة. وإنني وإن كنت أتفق مع الكاتبة في أن هناك ارتفاعا للأسعار في بعض الفنادق المحيطة بالحرم المكي الشريف إلا أنني أختلف معها في كثير من المعطيات التي جاءت في مقالها وهي كما يلي: لا بد لنا من الإقرار أولا بأن المشروعات التطويرية التي أقيمت في المنطقة المركزية بما فيها المباني التي وصفت في المقال: بناطحات السحاب التي أقيمت على أنقاض العشرات من الفنادق أنها أقيمت بناء على دراسات وبحوث مستفيضة من قبل خبراء عالميين لجعل المنطقة حول الحرم تستوعب الأعداد المتزايدة من الحجاج والمعتمرين، حيث لم تكن تستوعب تلك الفنادق الصغيرة والشقق القديمة إلا جزءا يسيرا منهم. فالمنطقة محدودة المساحة، ويتطلب الوضع إعادة التخطيط والتصميم للمنطقة لتلبية احتياجات أساسية للحجاج والمعتمرين. ثم إن تلك المشاريع التطويرية قد كلفت الملايين أو البلايين من الريالات فمكةالمكرمة هي قلب العالم الإسلامي النابض ولا بد من أن تكون على مستوى عال من التصميم والبناء مع توفير كافة التسهيلات اللازمة للحجاج والمعتمرين من أسواق ومطاعم وبنوك وصرافات .. أقيمت في تلك البنايات مع توفر كافة وسائل التقنية الحديثة والاتصالات. وبهذا تم نقل المنطقة المركزية في مكةالمكرمة من العشوائية والبدائية إلى منطقة عالمية حسب رؤية صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة في بناء الإنسان وبناء المكان للوصول بمكةالمكرمة إلى العالم الأول.. ومن الطبيعي أن تكون الأسعار مرتفعة في تلك الفنادق مقابل الخدمات المقدمة فيها.. ثم لا ننسى أن الأسعار في مكةالمكرمة تتوافق مع الأسعار في العواصم والمدن العالمية التي هي أقل أهمية ومكانة من مكةالمكرمة. فهنيئا للمسلمين الذين يجمعون شرف الزمان والمكان .. فمكة لجميع المسلمين وليست للأثرياء فقط. فاتن إبراهيم محمد حسين