واصل الثوار الليبيون أمس ملاحقة معمر القذافي وفلول قواته في سباق مع الزمن. وأقتحموا حي أبو سليم في العاصمة طرابلس بعد ضربة جوية وجهها حلف شمال الأطلسي. وأفادت قناة الحرة التلفزيونية التي تبث من بنغازي بأن هانبعل نجل القذافي (ضابط في القوات البحرية) قتل في مواجهات في منطقة عصر بن غشير. وذكرت القناة أن الفريق مصطفى الخروبي (أحد أعضاء قيادة الثورة الباقين مع القذافي) سلم نفسه للثوار. وأعلن المتحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي محمود شمام أن ثمانية مسؤولين كبار في المجلس وصلوا أمس إلى طرابلس؛ تحضيرا للعملية الانتقالية السياسية وعقدوا اجتماعات مع القادة العسكريين للثوار. وأقر الثوار المتقدمون باتجاه مدينة سرت، أنهم واجهوا مقاومة غير متوقعة في بن جواد على بعد نحو 140 كلم. وقال مراسلون إن الثوار الذين اقتحموا حي أبو سليم وتقدر أعدادهم بالآلاف مشطوا المنازل والشوارع الجانبية بحثا عما تبقى من قوات القذافي. وعثر في معسكر في وسط طرابلس على جثث أكثر من 30 من عناصر القوات الموالية للقذافي وبعض القتلى أفارقة ويبدو أنه تم إعدامهم ، كما استقبل مستشفى في العاصمة 17 جثة لمدنيين يعتقد أن قوات القذافي قتلتهم حينما دخل الثوار طرابلس. وقال روبرت كولفيل المتحدث باسم الاممالمتحدة لحقوق الإنسان إن مزاعم الاعدامات بعد محاكمات صورية تثير الانزعاج. وفي إطار القصف المتبادل بين الطرفين دمرت كتائب القذافي البارحة ثاني طائرة مدنية تابعة للخطوط الأفريقية في مطار طرابلس. وكانت الطائرة الأولى دمرت أول من أمس في المطار الذي يسيطر عليه الثوار. ونقلت مجلة باري ماتش الفرنسية عن مصدر مخابرات قوله إن قوات خاصة ليبية عثرت على أدلة على أن القذافي أقام في منزل داهمته أمس الأول، لكنه لم يكن موجودا فيه حين المداهمة. واعتبر المسؤول الثاني السابق في النظام الليبي عبدالسلام جلود أن القذافي إما موجود في جنوبطرابلس وإما توجه إلى الصحراء. وقال جلود في مؤتمر صحافي في روما أمس «ليس هناك سوى أربعة أشخاص حوله، هناك احتمالان: إما أنه اختبأ (القذافي) في الشطر الجنوبي من طرابلس وإما أنه غادر منذ فترة». وقال رئيس المجلس مصطفى عبد الجليل في مؤتمر صحافي في بنغازي أمس إن الثوار اكتشفوا مخزونات ضخمة من الطعام والدواء لنظام القذافي في العاصمة تكفي لإطعام مدينة في مثل حجم طرابلس بينما تكفي الأدوية البلاد بالكامل لمدة عام. وأضاف تكون هناك مشكلات بعد ذلك فيما يتعلق بإمدادات الغذاء والدواء. ومن جانبه دعا القذافي الذي لا يزال متواريا عن الأنظار أنصاره إلى المقاومة. وقال في رسالة صوتية أذاعتها قناة الرأي الفضائية التي تبث من سورية «يجب المقاومة ضد الجرذان الأعداء الذين سيهزمون بالكفاح المسلح.. لا تخشوهم أبدا، اخرجوا حرروا طرابلس ودمروهم».