يعتقد البعض وجود خواتم كخاتم سليمان وأحجار كريمة، ذات أشكال وألوان غريبة، تجلب النفع وتدفع الضر، تيمنا أحيانا بالنبي سليمان عليه السلام، لظنهم أن ملكه العظيم مصدره خاتمه الذي يسكنه الجان كما يزعمون متناسين أن سليمان عليه السلام دعا ربه للحصول على هذا الملك العظيم، كما جاء في كتابه: (رب هب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب)، وليس ما جاء أن الخاتم هو السبب، أو الجان الذي يسكن فيه. ولم تقتصر الخرافة على عالم الخواتم، بل امتدت إلى بعض الأحجار الكريمة، فدخلت فيها الطيرة والفأل غير الحسن، فظن البعض أن الأحجار الكريمة ذات الأشكال الغريبة خلفها سر، وأنها يمكن أن تجلب نفعا أو تدفع ضرا، رغم أن أعظم حجر على الأرض هو الحجر الأسود، لم يرد نفعه أو ضره في السنة لأي أحد. «عكاظ» ناقشت الموضوع مع مختصين فإلى التفاصيل: أكد مفسر الأحلام محمد الأحمد أن اعتقاد وجود أحجار كريمة وخواتم تتسبب في التوفيق، جهل وضعف توكل. واعتبر أن الإيمان بوجود خواتم يسكنها جان تقضي حاجات صاحب الخاتم مزعزع لعقيدة وتوكل الإنسان. واستغرب من هذه الاعتقادات، قائلا: ليس للجان أن تترك الأراضي الواسعة والمحيطات، ثم تسكن في خاتم ضيق. وأرجع انتشار الخرافات إلى كثرة السحرة والمشعوذين، إضافة لوجود من يصدقهم مما يسهم في رواج سوقهم. وأضاف: يتعلق الكثير بالخواتم اعتقادا أن ملك سليمان عليه السلام سببه الخاتم، مبينا أن ملكه هبة من الله لا شأن للخاتم به. مؤكدا أن من الجهل التعلق بالجان، قائلا: ليس بمقدورهم فعل شيء، لأنهم مخلوقون ومكلفون كالبشر. وصرح بأن ما يتوارد عن خدمة الجان للإنس أحيانا، لا يكون إلا بعد التقرب لهم بأعمال كفرية. واستشهد بوقائع سمع عنها، كإصابة البعض بقشعريرة، أو ظهور روائح طيبة منهم، أو رؤيتهم لخيالات وجان بعد شرائهم خاتما، قائلا: اتضح وجود شعرة معلقة لدى بعضهم، في طرف جفونهم، فخيل إليهم أنها جان. ناصحا بحسن التوكل على الله، وقراءة القرآن، والحرص على الأذكار الشرعية، وعلى تحصين الإنسان لنفسه وأهل بيته، للتخلص من شرور الشياطين. عوامل مساهمة من جانبه، أرجع وكيل كلية الآداب وعضو هيئة التدريس في قسم الدراسات الإسلامية في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور أحمد عزب هذه الخرافات إلى ضعف الإيمان بالله، والجهل المتفشي لدى البعض. وبين أن البعد عن الله إضافة للعاملين السابقين، جعلت البعض متعلق بالحجر والشجر. وشدد على خطورة ذلك على العقيدة والإيمان، مبينا أن الاعتقاد بجلبها الخير تعلق بغير الله. ونفى وجود نافع أو ضار غير الله سبحانه، مؤكدا أن كل ما يفيد الإنسان، لا يكون إلا بإرادة الله. وذكر أن أكرم حجر على وجه الأرض هو الحجر الأسود، ومع ذلك لم يرد عنه جلبا للنفع أو دفعا للضر، بل سلم عليه النبي صلى الله عليه وسلم وقبله، وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، فلولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك». تحرير العقل أما عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء الدكتور صالح الفوزان فأكد أن الإسلام حرر العباد من عبودية الأحجار والأصنام والأشجار والقبور، أو الاعتقاد أنها تجلب النفع. وبين أن الإسلام يحل مشاكل العقيدة والعبادة، ويحرر من الضلال، منوها بأن مرجع المسلمين هو كتاب الله وسنة نبيه، لأن فيه الحل لكافة مشكلاتهم، فقد حرر الإسلام العالم من عبادة ما ينحتون من الأشجار والأحجار، وما يتعلقون ويستغيثون به من الأموات والأضرحة.