أوقعت شعبة التحريات والبحث الجنائي في شرطة جدة أفراد عصابة استطاعوا سرقة 28 محلا تجاريا في الفترة الأخيرة، باعتماد أسلوب كسر الأقفال بواسطة قواطع حديدية، أو القفز من النوافذ للدخول إلى الموقع المستهدف وسرقته. وتسبب هذا التشكيل الإجرامي الغامض زرع الخوف لدى أصحاب المحلات التجارية كونهم حريصين على تباعد أوقات تنفيذ عملياتهم، واتضح أن هذا التشكيل يتكون من فريقين. ويترأس الفرقة الأولى في العصابة شخص يدعى الكسار، ويبلغ 30 عاما، وضمت عصابته ثمانية أفراد، بينما يقود الفرقة الثانية الحاوي الذي لا يتجاوز عمره 28 عاما، ويستعين بمساعدة ثلاثة وافدين من الجنسية اليمنية. وانحصرت سرقات العصابة في وسط وجنوبجدة، فيما استطاعت وحدة البحث والتحري في جنوبجدة من التغلغل داخل صفوف العصابة وإسقاطهم جميعا بعد أن تم تتبع معلومات أشارت إلى أن هذا الأسلوب قد يكون مختصا بإحدى الجنسيات العربية، والتي تم إسقاط ما يقارب 42 شخصا كانوا يمارسون ذات الأسلوب أخيرا. لذا تم فرض الرقابة على عدد من المواقع التي قد يشتبه بتواجد أفراد العصابة بها، أو قد يسرقونها، وهو ما حقق التميز لرجال الأمن الذين استطاعوا حصر الشبهات في عدد من الأشخاص تم رصدهم وهم ينفقون الأموال ببذخ كبير رغم أنهم لا يعملون في أي أعمال، وجميعهم عاطلون عن العمل. وراقبتهم الفرق الأمنية الجنائية في المواقع التي يلجأون إليها، والأشخاص المرافقين لهم، وكان اجتماعاتهم سرية للغاية ومريبة، ولكن ذلك لم يمنع رجال الأمن من اختراق صفهم، ومضاعفة فرق الرقابة حتى تم القبض عليهم متلبسين في جرمهم. وبلغ عدد الموقوفين 11 شخصا تم اقتيادهم للتحقيق والتأكد من الشكوك ومن بعض الممارسات التي ظهرت عليهم، وكانوا شديدي الحرص وذوي عقلية إجرامية كبيرة بعد أن رفضوا الاعتراف بأي أمر غير أن أحدهم كان هو همزة الضعف بينهم، واعترف بأنه نفذ عددا من السرقات في عدد من المواقع التي أرشد الجهات الأمنية إليها، ومن ثم فضح أعوانه في الجريمة. وقال اللص المعترف بذنبه في التحقيق إن العصابة كانت مقسمة بحيث ينفذ كل ثلاثة إلى خمسة أشخاص السرقة الواحدة، ويتقاسمون حصيلتهم فيما بينهم. وأكد الناطق الإعلامي في شرطة جدة العميد مسفر الجعيد أن اعترافات أحد أفراد العصابة كانت القشة التي قصمت ظهر البعير بعد أن تساقط أفراد العصابة، وبالتالي تساقطت اعترافاتهم الواحد تلو الآخر حيث اعترف زعيمهما الحاوي والكسار على عدد من المواقع التي تم سرقتها. وطالب العميد مسفر الجعيد أصحاب المحلات التجارية بضرورة الاعتماد على التقنية الحديثة من تركيب كاميرات وأجهزة إنذار وتعيين حراسات على المجمعات التجارية لترهيب اللصوص.