اعتدنا من خادم الحرمين الشريفين أن يفاجئ شعبه بمكرمات ونفحات تثلج الصدور، وتسعد النفوس، ولكن هذه النفحات، قد تجاوزت أفراد هذا الوطن الغالي، لتنال من ثمارها الشعوب الإسلامية في مختلف ربوع العالم، إذ دشن المليك حفظه الله تعالى خطة طموحة لتوسعة الحرم المكي الشريف، تأتي استمرارا للعناية والرعاية التي يوليها لهذه البقاع المقدسة. كلنا يعلم حجم ما ينفذ الآن من أعمال جبارة لتطوير منطقة الحرم المكي الشريف، حيث توسعة الحرم، ومشروع وقف الملك عبد العزيز وطريق الملك عبدالعزيز ومشروع قطار المشاعر المقدسة وقطار الحرمين وتطوير المنطقة المركزية وتصريف السيول بالمشاعر، ومنشأة الجمرات الحديثة والطرق الدائرية. سلسلة المشاريع التي تنفذ بالمنطقة المركزية ستحدث تغييرا في العاصمة المقدسة، وتحويلها إلى مدينة عصرية نموذجية عالمية. فتوسعة المسجد الحرام تشمل أحدث وأرقى النظم الكهربائية والميكانيكية وستكون متناسقة مع الطراز المعماري الحالي، وتقع في أكثر من ثلاثمائة ألف متر مربع، وتشمل الساحات الشمالية من مبان ومساحات محيطة بها وجسور تم إعدادها لتفريغ الحشود، ناهيك عن أنظمة المراقبة الأمنية وتظليل الساحات الخارجية والشمالية. وتستوعب الساحات الشمالية نحو تسعين ألف مصل، فيما تتسع أوقات الذروة عند اكتمال المشروع حوالي مليوني حاج ومعتمر ومصل. لبنة من لبنات وبناء الخير والنماء تضاف إلى مشروع تطوير منطقة وجسر الجمرات بمشعر منى الذي يهدف إلى تطوير الجسر ليوفر طاقة استيعابية لحوالي خمسة ملايين حاج حتى يتمكنوا من أداء شعيرة رمي الجمار بشكل آمن ومريح، وكذلك قطار المشاعر المقدسة الذي يربط بين مشاعر منى ومزدلفة وعرفات، وتبلغ تكلفة هذا المشروع نحو سبعة مليارات ريال سعودي. هذه الإنجازات الرائعة الضخمة، هي امتداد لذلك الاهتمام البالغ منذ عهد المغفور له بإذن الله تعالى الملك عبد العزيز، حيث لم يتوان قادة البلاد وزعماؤها عن استغلال خيرات البلاد وثرواتها في دعم وتطوير المشاريع التي من شأنها توفير كل سبل الراحة للحجاج والمعتمرين. نفحات شهر الخيرات سينعم بها ملايين المسلمين القادمين إلينا من شتى بقاع العالم، وهو ما يعكس الحس الإنساني، والاهتمام الزائد من الوطن بجميع فئاته وطبقاته لمن هم في الداخل والخارج، وهو ما يعكس في نفس الوقت السياسة الحكيمة لهذه البلاد، وتمسكها بأداء دورها الرائد في العالم الإسلامي. أطالب مواطني وطني الأوفياء أن يحافظوا على هذه الإنجازات بحسن استخدامها وصيانتها وترشيد استعمالاتها، حتى تؤتي ثمارها المرجوة. فمطلوب منا جميعا تنمية الحس الوطني والإسلامي، فهذه الإنجازات الضخمة، باقية بإذن الله لنا وللأجيال بعدنا، ولها مردود مهم للغاية على البلاد والعباد، اقتصاديا واجتماعيا. فاللهم احفظ بلادنا وقادتنا ومليكنا ونحن في هذا الشهر الكريم، شهر الخيرات. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 177 مسافة ثم الرسالة