وضع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في قصر الصفا في مكةالمكرمة البارحة الأولى، حجر أساس أكبر توسعة في تاريخ الحرم المكي الشريف من حيث الحجم والتكلفة، إذ تبلغ تكلفة المشروع 80 مليارا، وسيستوعب عند اكتماله مليوني مصلٍ في وقت واحد، إضافة إلى تدشينه مشروع ساعة مكة، وافتتاح مشاريع قطار المشاعر المقدسة، ومنشأة الجمرات، ومشروع توسعة الساحات الشرقية للمسجد النبوي الشريف. وتجول خادم الحرمين الشريفين في المعرض المعد لحفل التدشين، للاطلاع على مجسمات الحرم المكي الشريف بعد الانتهاء من مشروع التوسعة، مستمعا إلى شرح عن تفاصيل ومراحل المشروع من وزير المالية الدكتور إبراهيم العساف. وعبر الملك عبدالله بن عبدالعزيز عن شكره لله عز وجل على هذا المشروع، بالقول «شكرا.. هذا من فضل الرب عز وجل، وهذا ما لنا فيه كرم، الكرم للرب عز وجل ثم للشعب السعودي الصادق الأبي والمسلمين قاطبة، هذا للمسلمين قاطبة». واطلع خادم الحرمين الشريفين على أعمال التوسعة المنفذة في المسجد النبوي الشريف والساحات الشمالية في الحرم المكي الشريف، إضافة إلى مجسم لمشروع قطار المشاعر، وكذلك مجسم لمشروع جسر الجمرات. وأكد الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ صالح الحصين أن التصاميم الفنية المعدة لإتمام مشروع توسعة الساحات الشمالية للحرم المكي الشريف ستجسد رؤية خادم الحرمين الشريفين، موضحا أن التصميم الذي ستعمل وفقه الشركة المنفذة يختلف عن التصميم المعتمد سابقا. وأوضح الشيخ صالح الحصين أن الفريق الفني حرص على الانتفاع بالأفكار الحديثة في العمارة والأخذ بمعنى معايير الاستدامة وصداقة المشروع للبيئة «ونعرف أن الاستدامة وصداقة المشروع المعماري للبيئة هو قضية العصر، وقد راعى التصميم أعلى معايير السلامة في المشروع». وقال الرئيس العام لشؤون الحرمين: إن الفريق الفني ابتكر حلولا ذكية مبتكرة للإدارة والتشغيل والصيانة وإدارة الحشود، مبينا أن المشروع صمم من فريق فني ضم أساتذة العمارة والإنشاء في جامعات المملكة. من جهته، بين ل «عكاظ» مديرعام الدراسات والمشاريع في الرئاسة العامة للشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف المهندس عبد المحسن بن حميد أنه سيتم تهيئة التوسعة بشكل جزئي للمصلين في رمضان المقبل، موضحا أن الطاقة الاستيعابية ستتضاعف بواقع مليون و200 ألف مصلٍ. وقال المهندس عبدالمحسن بن حميد: إن التوسعة المستقبلية تعتبر ضعف الطاقة الاستيعابية للتوسعة الحالية بأكثر منها بمرة ونصف، مضيفا «وسيستخدم في توسعة خادم الحرمين الشريفين للمسجد الحرام والساحات الشمالية آخر ما توصلت إليه التقنيات الحديثة بكافة الأنظمة الكهربائية والميكانيكية والإلكترونية وأنظمة التكييف والتخلص من النفايات بشكل آلي، والاعتماد بشكل أساسي على التقنيات الحديثة في تشغيل وصيانة ونظافة هذه التوسعة التاريخية». وأشار مدير عام الدراسات والمشاريع في الرئاسة العامة للحرمين إلى أن التوسعة ستوفر 15 ألف دورة مياه مجهزة بأحدث التقنيات والأنظمة التي تراعي المحافظة على البيئة والموارد الطبيعية وترشيد استخدام الطاقة، كما سيستخدم في هذه التوسعة المباركة أفضل أنواع المواد والتكسيات الرخامية الفاخرة. وأفاد المهندس عبدالمحسن بن حميد بأن التوسعة تشتمل على بناء محطة للخدمات جراء إنشائها على مساحة تقدر ب 75 ألف متر مربع، وتضم هذه المحطة معدات التكييف ونظام التخلص من النفايات ومحطات الكهرباء الاحتياطية التي تغذي التوسعة وكافة مرافقها عبر أنفاق أنشئت لهذا الغرض.