المتابع لمسيرة الدولة السعودية يدرك أن العناية بالحرمين الشريفين ركيزة أساسية منذ توحيد الشمل، حيث إن الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه أعطى العمار والحجاج والزوار جل اهتمامه ووفر أفضل الخدمات لضيوف الرحمن والأماكن المقدسة إذ بادر رحمه الله تعالى بوضع نظام لخدمة ضيوف الرحمن وأشرف بنفسه على تنفيذه ليضمن لهم أكبر قدر من الراحة والأمن والطمأنينة وحفظ أرواحهم وأموالهم، كما اتخذ من التدابير ما يمنع استغلالهم وقنن تعريفات بأجور عادية لتنقلاتهم بين الأماكن المقدسة. واليوم تشهد المشاعر المقدسة منذ أن أسس الملك عبدالعزيز رحمه الله هذا الكيان الكبير المبارك تطويرا ملحوظا في الخدمات والبنية الأساسية من أجل تسهيل أداء مناسك الحج وخدمة ضيوف الرحمن، إذ أنفقت المملكة المليارات من الريالات وما زالت تنفذ عددا من المشروعات لتطوير منطقة المشاعر المقدسة، فبعد أن كانت رحلة الحج شاقة على كثير من المسلمين القادمين لأداء الحج أصبحت اليوم رحلة ميسرة وممتعة لكل حاج قدم لأداء نسك الحج، وأصبحت منطقة المشاعر مدنا متكاملة تتوافر بها جميع الخدمات سواء من النواحي السكنية والأمنية والصحية وغيرها وكل ما يحتاجه ضيوف الرحمن. إن هذا النجاح لم يولد من فراغ كما أنه ليس ظاهرة مؤقتة أو عابرة، فاهتمام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الآمين وسمو النائب الثاني حفظهم الله بصفة خاصة بكل شؤون الحج والحجيج هو في البند الأول في قائمة اهتمامات قيادتنا الحكيمة منذ عهد المؤسس رحمه الله تعالى. وإذا كان نجاح مواسم الحج الماضية يعد نبراسا بكل المقاييس من ناحية الخدمات والتسهيلات التي وفرتها حكومة خادم الحرمين الشريفين فهذا يدل على صدق النية الطيبة والعزيمة الصادقة، نسأل الله أن يبارك في هذه الجهود ويجعلها خالصة لوجهه الكريم. ولعل للمشاريع التطويرية التي يطلقها خادم الحرمين الشريفين اليوم دورا بارزا في المواسم المقبلة لا سيما وهي مشاريع تعمل على توسيع الطاقة الاستيعابية للمسجد الحرام، ومن المهم أن نعلم أن حقيقة التزام المملكة زادها الله توفيقا تجاه حجاج وزوار هذا البلد الأمين ليس أمرا عابرا أو طارئا بل هو نابع من قلب القيادة ورغبتها في التقرب إلى الله تعالى بخدمة ضيوف الرحمن منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن رحمه الله تعالى. بقي القول إن خادم الحرمين الشريفين أولى مكةالمكرمة عناية خاصة بكل هذه المشاريع التي نشهدها بكل فرحة وبهجة، وندعو الله من الأعماق أن يجزل له العطاء والثواب نظير خدمته لمكةالمكرمة والمشاعر المقدسة.