أشاد رئيس مجلس إدارة المؤسسة الأهلية لمطوفي حجاج جنوب آسيا المطوف عدنا بن محمد كاتب بحزم المشاريع التطويرية التي تشهدها مكةالمكرمة والتي آخرها مشروع توسعة الساحات الشمالية في المسجد الذي يضع حجر أساسه خادم الحرمين الشريفين اليوم، مؤكدا أن هذه المشاريع ستكون نقلة نوعية في الارتقاء بالخدمات المقدمة لضيوف الرحمن والتي تأتي بعد تطوير شامل للمشاعر المقدسة مما سهل على ضيوف الرحمن نسكهم، مشيرا إلى أن هذه المشاريع تضع مؤسسات الطوافة في تحد جديد لمواكبة هذا التطور المتلاحق في المشاريع. وتفاءل المطوف كاتب بمستقبل مكةالمكرمة والطوافة في ظل رعاية وعناية خادم الحرمين الشريفين بهذه الأماكن المقدسة. المؤسسة الأهلية لحجاج جنوب آسيا تعد في الوقت الحاضر أكبر المؤسسات الأهلية التي تتشرف بخدمة وفود الرحمن ، إذ تقدم خدماتها لجميع الحجاج القادمين من دول جنوب قارة آسيا الباكستان، الهند، أفغانستان، بنجلاديش، سيرلانكا، نيبال، التبت، المالديف، فيجي، بورما، (ميانمار)، بهوتان (بوتان)، وكذلك دول (البحرين وقطر والإمارات العربية)، بالإضافة إلى المقيمين في دول مجلس التعاون الخليجي من غير الجنسية العربية وهؤلاء الحجاج الذين يزيد عددهم عن 450 ألف حاج يمثلون في مجملهم نحو ثلث الحجاج القادمين من خارج المملكة، حيث يشرف على تقديم الخدمات لهم نخبة من أبناء هذا البلد الطاهر، ممثلين في رئيس ونائب أعضاء مجلس إدارة المؤسسة، ورؤساء مكاتب الخدمة الميدانية الذين بلغ عددهم في موسم حج عام 1430ه، (93) مطوفا وقد تم تخصيص معدل (500) حاج لكل مكتب من مكاتب الخدمة الميدانية التي تتولى تنفيذ البرامج المرتبطة بالخدمة المباشرة لهؤلاء الحجاج الموزعين عليها وفق معايير وأسس تم وضعها من قبل مجلس الإدارة. وحول هذه المناسبة التاريخية ومؤسسة جنوب آسيا كان هذا الحوار مع رئيس مجلس إدارتها المطوف عدنان كاتب: • يضع خادم الحرمين الشريفين اليوم حجر الأساس لمشروع توسعة الساحات الشمالية، كيف تقرأون انعكاسات مثل هذا المشروع على ضيوف الرحمن مستقبلا؟ ظل خادم الحرمين الشريفين ولا زال يحمل هم مكة والمشاعر المقدسة وهذا لا يستغرب منه حفظه الله، فهو من وضع نهاية لازمة الجمرات بهذه المنشأة الضخة ومن أمر باستحداث قطار المشاعر لإنهاء أزمة النقل والحركة إلى جانب كتلة من المشاريع التنموية في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة، وها هو اليوم يضع حجر أساس واحد من أهم المشاريع بل أكبر توسعة تاريخية في الحرم المكي الشريف وهذا إن دل على شيء فيدل على حرص خادم الحرمين الشريفين واهتمامه اللا محدود بمكة وضيوف الرحمن، وهذا المشروع بلا شك سيكون له انعكاسات إيجابية على ضيوف الرحمن، فالتوسعة ستستوعب أكثر من 1.2 مليون مصل وهذا عدد ضخم وكبير جدا وسيسهل المشروع على ضيوف الرحمن بلا شك نسكهم. • فازت مؤسسة جنوب آسيا بجائزة مكة للتميز كأول مؤسسة تحصدها، ما سر فوزكم بهذه الجائزة المهمة وما مرتكزات عملكم في هذا الكيان؟ حققت مؤسسة جنوب آسيا خلال مسيرتها الطويلة في خدمة ورعاية ضيوف بيت الله الحرام التي امتدت إلى ما يقرب من ثلاثة عقود إنجازات ضخمة تركزت في أربعة محاور رئيسة هي خدمة ورعاية ضيوف بيت الله الحرام وترسيخ مهنة الطوافة والاتقاء بها، إلى جانب رعاية مطوفي ومطوفات المؤسسة مهنيا واجتماعيا وماديا مع التركيز على خدمة المجتمع بمختلف فئاته وشرائحه، وسيطول بنا الحديث إذا أردنا استقصاء هذه الإنجازات الكبيرة المتنوعة، التي أهلت مؤسسة جنوب آسيا لحصد جائزة مكةالمكرمة للتميز في نسختها الثانية، حيث إن مبدع هذه الجائزة ومبتكرها صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز آل سعود أمير منطقة مكةالمكرمة حفظة الله قد حدد في برقيته الخطية رقم 90335 في 13/8/1430 ه الموجهة لمسؤولي جميع القطاعات في منطقة مكةالمكرمة، الأهداف التي تسعى الجائزة إلى تحقيقها، والتي تم الإشارة إليها في الفصل الأول، وهي: تشجيع العمل المميز والجهد البارز ذي الصفة الفردية أو الجماعية وتأصيل المبادئ الإسلامية في آداب المهن وإتقان العمل وإظهار الإبداع الحضاري لإنسان منطقة مكةالمكرمة، وكذا الارتقاء بمستوى الأداء والجودة مع تشجيع توظيف التقنيات الحديثة في التطوير وتنمية وتطوير الموارد البشرية في المنطقة، لذلك سنجمل الحديث عن إنجازات المؤسسة وفق الأهداف المذكورة التي حددها، والتي بموجبها تشرفت بالحصول على هذه الجائزة لاستيفائها للمعايير التالية الخاصة بالترشيح، وتحقيق رؤية ورسالة وأهداف اللجنة الثقافية في مجلس المنطقة، وتوفر عنصري الأصالة والابتكار، وتحقيق التميز. • ما الخطوات التي اتخذتموها لتطوير العمل في المؤسسة، والارتقاء بمستوى الخدمات لاسيما خلال المرحلة المقبلة؟ حرصنا منذ تولي مهماتنا في رئاسة مجلس الإدارة بالتعاون الوثيق مع الإخوة الزملاء أعضاء مجلس الإدارة، وبدعم وتكاتف إخواننا المطوفين وأخواتنا المطوفات، في وضع المؤسسة على المسار الصحيح، وكنا نحرص على مضاعفة الإيجابيات وخفض السلبيات، كما أننا حرصنا أيضا على أن تعمل مؤسستنا في كل أقسامها ومكاتبها وفق الأصول المؤسساتية، والإدارة الحديثة، معتمدين على المنهج العلمي، مبتعدين عن العشوائية، حتى نستطيع أن نقفز بها إلى أعلى المستويات، ونحقق التميز والريادة في مستوى الخدمات ونقدم الرعاية المتكاملة لوفود الرحمن، ويوازي ذلك وضع الخطط بشكل متوازن، وفي هذا الصدد فقد اتخذنا حزمة من الإصلاحات والمحفزات، بغية رفع الأداء العام لمؤسستنا ومكاتبها وكوادرها، وإيجاد أفضل الممارسات المهنية، وبناء القدرات البشرية، وتفعيل آليات التأهيل والتدريب، عبر الدورات المتخصصة وورش العمل وغيرها.. وكنا نطمح حقيقة لتحقيق كل ما يمكن تحقيقه في وقت قياسي وبتميز وجودة عالية.. لقد شحذنا الهمم، وفتحنا الأجواء، وطرحنا الدوافع، وهيأنا المناخ الملائم؛ لتقديم الابتكارات والإبداعات التي من شأنها الإسهام في الرقي بالخدمات المقدمة لحجاج بيت الله العتيق انطلاقا من عنايتنا الفائقة، وحرصنا على تحقيق تطلعات قيادتنا الرشيدة وفقها الله وتنفيذا لتوجيهات وزير الحج التي تؤكد في عمومها على ضرورة الحرص على تقديم الرعاية الشاملة والمميزة لحجاج بيت الله الحرام وإكرامهم خدمة، واستقبالا، وتفويجا، وتصعيدا، ونفرة، وتوديعا في عمل متواصل دؤوب يواكب مستجدات العصر ومتغيراته المتلاحقة، ويطوع التقنية الحديثة لخدمة أهداف المؤسسة ونشاطاتها. • هل لديكم معايير محددة تنطلقون من خلالها صوب الارتقاء بمستوى الأداء والجودة في خدمات المؤسسة؟ بلا شك أن ثمة منهجية في ذلك ونرتكز على ثلاثة محاور: أولها التنظيم الخاص بخدمة حجاج المؤسسة فنحن نؤمن أن قاعدة منهجية التجديد والابتكار والإبداع في خطط مجلس الإدارة المرحلية أدت إلى أن يتبنى مجلس إدارة المؤسسة التنظيم الخاص لخدمة حجاج المؤسسة اعتبارا من موسم 1430ه الذي يعتبر موسم القفزة النوعية المهمة في تاريخ المؤسسة لصناعة الخدمات من أجل راحة أفضل ضيوف بيت الله الحرام والذي توج بصدور الموافقة الكريمة من لدن المقام السامي في مطلع ذي الحجة الماضي المتضمن الموافقة على توصيات لجنة الحج العليا ومن بينها تأييد إجراء وزارة الحج بإسناد خدمة حجاج دول جنوب آسيا إلى عدد من المتعهدين تحت مسمى (متعهد مطوف) وتأييدها أيضا الاستمرار في تطبيق ذلك. والثاني: منهجيتنا تكمن في تطبيق مفهوم صناعة الخدمات، حيث شرعت المؤسسة منذ موسم حج عام 1427 ه التوسع في العمل بمفهوم (صناعة الخدمات) من خلال التعاقد مع شركات ومؤسسات وطنية متخصصة لتقديم الخدمات المركزية من تقنية معلومات واستقبال وحاسب آلي وإشراف ومتابعة وشؤون عامة وفق أسس ومعايير صناعة الخدمات التي تعتمد على جداول الكميات وقياس المؤشرات. أما الثالث: منهجية عملنا، فهي قياس مستوى رضا الحجاج حيث تحرص المؤسسة منذ سنوات على معرفة وجهة نظر الحجاج ومدى رضاهم عن كل ما يقدم لهم من خدمات طيلة مكوثهم في هذه البقاع الطاهرة، حيث تقوم في كل عام بالتعاون مع فريق علمي محايد من جامعة الملك عبد العزيز لا ستطلاع آراء الحجاج في نهاية كل موسم وأثناء مغادرتهم إلى بلادهم عن الخدمات التي قدمت لهم وبفضل من الله تعالى ثم بتضافر جهود منسوبي المؤسسة تم تحقيق نسبة 84 في المائة من رضا الحجاج عن الخدمات التي قدمت لهم في موسم حج عام 1429ه. • فيما يخص توظيف التقنيات الحديثة في التطوير، ما أبرز جهودكم في هذا المجال وإلى أي مدى تعملون في تطويع التقنية للارتقاء بالخدمات؟ تمثل لنا التقنية في المؤسسة حجر زاوية لكافة أعمالنا وننطلق في ذلك من خلال الحاسب الآلي وتقنية المعلومات، حيث قامت المؤسسة باستخدام الحاسب الآلي وأنظمة المعلومات في جميع أعمالها من خلال تطبيقه في جميع أقسامها ولجانها الإدارية والمالية والخدمية، وصولا إلى أرقى مستوى الخدمة لضيوف الرحمن، حيث تمت ميكنة جميع أعمالها وتحويل أنظمتها للعمل في الحاسب الآلي بهدف تحقيق معدلات عالية من الإنجاز المتقن والسريع مع إطلاق نظم المعلومات الجغرافية (cls) وهو من الأنظمة الحديثة التي تستخدم حاليا في معظم المجالات العمرانية والتخطيطية، والتي تتيح ربط الموقع الجغرافي والتخطيطي لخدمة المجالات المختلفة، وذلك عن طريق ربط الخرائط الرقمية بقاعة بيانات ومعلومات موحدة عن الموقع، وفي خطوة تطويرية رائدة طبقت المؤسسة هذا النظام المتطور عام 1425ه، من أجل الإفادة في التخطيط وتوزيع مواقعها سواء في المشاعر المقدسة أو في مكةالمكرمة. وبقي أن أشير إلى بطاقة الحاج التعريفية المطورة، حيث يمثل إصدار هذه البطاقة قفزة نوعية في هذا المجال، حيث عملت المؤسسة منذ عام 1424ه على إصدار بطاقة ذات مواصفات غير تقليدية، إذ تم التقاط صورة الحاج من جواز سفره مباشرة ووضعها على البطاقة، بواسطة كاميرا متطورة مثبتة على الحاسب الآلي، وتحمل البطاقة أيضا المعلومات الضرورية الخاصة بالحاج، علما بأن الصورة تصبح جزءا من البطاقة يتعذر نزعها دون إتلاف البطاقة. • يمثل الاستثمار نافذة استراتيجية تطل منها المؤسسة صوب مستقبل مشرق، كيف تديرون بوصلة استثمار المؤسسة؟ شرع مجلس إدارة المؤسسة منذ وقت مبكر في تلمس سبل زيادة موارد المؤسسة ورفع العائد على السهم ورفع المبلغ المقطوع الذي يوزع بالتساوي على جميع مطوفي ومطوفات المؤسسة وكان من نتاج هذا التوجه إنشاء مبنى خاص للمؤسسة على أحدث طراز يعد حاليا معلما حضاريا شامخا ومركز إشعاع فكري وثقافي واجتماعي في مكةالمكرمة، حيث أعفى ذلك المشروع المؤسسة من استمرار دفعها لمبالغ كبيرة نظير استئجارها لمقر أو لعدة مقار وفق متطلبات مهماتها، وحرصا من المجلس على الاستثمار الأمثل للمبالغ التي تحصلت عليها المؤسسة في عام 1432 ه، والتي تمثل قيمة المبالغ المتراكمة لصالح المؤسسة في حساب وزارة الحج لدى مؤسسة النقد العربي السعودي فقد جرى تشكيل لجنة للاستثمار من عدد أعضاء مجلس الإدارة، وقد قدمت اللجنة العديد من الدراسات الاستثمارية في ذلك ببيوت الخبرة وبالمختصين في هذا المجال، وكان من ثمار هذه الدراسات شراء الأرض الفضاء الواقعة أمام مشروع استثماري يعود على نفعه على المؤسسة وعلى مطوفيها ومطوفاتها. • المتأمل يجد أن العمل المميز والجهد البارز بصفة فردية أو جماعية بات سمة في مؤسسة جنوب آسيا، فهل لنا أن نقف على أبرز مظاهر التميز الفردية أو الجماعية؟ مؤسسة جنوب آسيا وضعت التميز هدفا استراتيجيا وعملت منذ فترة طويلة على تحقيق هذا الهدف السامي سواء على مستوى الكيان أو المكاتب أو على المستوى الفردي وكان نتاج ذلك العمل تتويج النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز لنا بنوط الحج، حيث تشرفت المؤسسة باستلام نوط الحج، وكذلك قمنا بإطلاق مشروع التطويف المركزي حيث نعمل من خلال هذا المشروع على تنفيذ خطة عمل يتم إعدادها ومن ثم تنفيذها بالتنسيق مع الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، حيث تلتقي الأهداف في إرشاد وتوجيه الحجاج إلى الطريقة الشرعية لأداء شعيرة الطواف، وكذلك شمولية كافة حجاج المؤسسة دون استثناء لأداء مناسكهم، إلى جانب حرص المؤسسة على إنشاء إدارة علاقات الحجاج وذلك لتطوير الأنظمة والبرامج التي تهدف إلى تفعيل التواصل بين المؤسسة وحجاجها، الأمر الذي يسهم بفعالية في تلقي ملاحظات وشكاوى الحجاج (المتعلقة بجميع شؤون الخدمات المقدمة إليهم، لا سيما في جوانب مرتبطة بالإسكان والنقل ولإرشاد) ومن ثم التنسيق الكامل لحل المشكلات التي تواجههم وفق السرعة التي يطلبها نظام الجودة الشاملة الذي تتبناه المؤسسة، كما حرصنا على تخصيص صالة المرضى المتحسنين في مقر المؤسسة في مشعر عرفات مجهزة، وتوفير صالة متكاملة لمتابعة الحالات الصحية للحجاج المرضى (المتحسنين) وتجهيزها بالكوادر البشرية المؤهلة والتجهيزات الطبية اللازمة، وذلك من أجل تمكين هؤلاء الحجاج المرضى من أداء مناسك حجهم بكل يسر وسهولة. وبفضل من الله تعالى وتوفيقه قامت المؤسسة خلال المواسم الماضية برعاية المئات من الحجاج المرضى من خلال هذه الصالة. وعنيت المؤسسة بجانب مهم وهو إطلاق مراكز إرشادات التائهين في بادرة إنسانية فريدة على مستوى مؤسسات الطوافة، حيث قام عدد من مكاتب الخدمة الميدانية التابعة للمؤسسة بإنشاء مراكز متكاملة ومجهزة بكافة المعدات والمستلزمات الطبية والأيدي العاملة المؤهلة لاستضافة الحجاج التائهين ثم إرشادهم وتوجيههم إلى مقارهم.