يتخذن من حي المصانع في المدينةالمنورة وكرا لجمع الخبز الجاف والشحوم، وحتى عظام الأغنام، يشكلن مجموعات ما بين ثلاث إلى سبع من النساء الوافدات، يفترشن الأرض لساعات، هذا الوضع غير الصحي جلب استياء وتذمر سكان الحي والأحياء القريبة، وكان المشهد الأبرز أكوام النفايات التي تحيط بالحي كما يحيط السوار بالمعصم. خبز جاف «عكاظ» زارت الحي، ورصدت عدة مخالفات وتجاوزات، أبرزها كميات الخبز المتناثرة في العراء والتي تحتل مساحات واسعة من الأرض الفضاء، التي تقع بالقرب من المنازل القديمة وشبه المهجورة، حيث تفوح الروائح الكريهة الصادرة عن كميات اللحوم المتعفنة التي تحوم حولها أسراب الذباب، وفي داخل أحد المنازل كانت الصورة أكثر وضوحا، فالروائح الكريهة تملأ فضاء المنزل وتنبعث من فضلات اللحوم الفاسدة، وكميات العظام المتناثرة في أرجاء وزوايا المنزل. العيش على الصدقات ولا يختلف حي البحر في قباء عن حي المصانع، حيث تتخذ أيضا نفس الجنسية موقعا للافتراش وجمع الخبز الجاف والصدقات بأنواعها، فهم في الواقع يصعب اختراقهم أو التعرف عليهم عن قرب لأنهم يشكلون جماعات كبيرة مترابطة ومتعاونة، لا تبوح بأسرارها لأي غريب يحاول دس أنفه في شؤونها، ولكن وسط هذا التكتم والمبالغة في الخصوصية التي قد تصل إلى العزلة التامة، انبرت أم خالد هكذا قدمت نفسها دون أن تفصح بالمزيد، وأضافت: نعيش هنا منذ مدة طويلة كمجموعة متجانسة، لا نعتدي على أحد ونعيش على الصدقات ومن بيع الخبز الجاف على تجار ومربيي المواشي الذين يأتون بصفة دائمة للحصول على حاجتهم من الخبز الذي يستخدم في تعليف الأغنام، فيما تستخدم الشحوم في بعض الصناعات المحلية. غياب تام وهنا أبدى أحمد سالم من سكان حي المصانع في المدينةالمنورة، استياءه من تدني مستوى النظافة، وتناثر النفايات وتراكمها بشكل مخيف في الحي والأحياء المجاورة، نتيجة لكميات الخبز التي يتم عرضها على المساحات المفتوحة بهدف تجفيفها تمهيدا لبيعها في الأسواق لأغراض مختلفة، في ظل غياب تام لدور الأمانة والبلديات الفرعية، وطالب بوضع حلول عاجلة تنهي أزمة تكدس النفايات التي باتت تشكل خطورة كبيرة على صحة المواطنين والمقيمين، فيما تذمر محمد الفضلي، من انتشار الروائح الكريهة في حي البحر والمنبعثة من اللحوم التي يتصدق بها البعض على الجالية المقيمة في الحي التي تجمع بقايا الأطعمة على حد وصفه، وأضاف: الحي يعاني من تدني مستوى النظافة العامة، وانتشار القوارض والحشرات الضارة التي تتغذى على الخبز المتناثر على المساحات المفتوحة المحيطة في الحي والأحياء القريبة ونطالب الجهات المعنية بوضع حد للمخالفات وتجنيب المواطنين الأمراض والأوبئة والروائح الكريهة. حملات أمنية إلى ذلك، أوضح المتحدث الإعلامي في شرطة منطقة المدينةالمنورة المقدم فهد الغنام، تنفيذ حملات أمنية لضبط الوافدات والوافدين المخالفين وإحالتهم إلى الجهات المعنية بمساندة القوى الأمنية التابعة لشرطة منطقة المدينةالمنورة، مبينا تشكيل لجنة مكونة من الأمانة، الجوازات وشرطة المدينةالمنورة لضبط البائعات الوافدات في محيط المنطقة المركزية، وأضاف الغنام قائلاً: «مهمة اللجنة ضبط الوافدات والوافدين المخالفين ومن ثم إحالتهم إلى الجهات المختصة بمساندة ومساعدة القوى الأمنية التابعة لشرطة منطقة المدينةالمنورة».