تتجه أنظار المسلمين في مختلف أنحاء العالم الإسلامي إلى المملكة كونها مهبط الوحي، وقبلة المسلمين، بوجود بيت الله الحرام في مكةالمكرمة، والمسجد النبوي في المدينةالمنورة. لقد عززت هذه المكانة السامية، والشرف العظيم، المسؤولية التاريخية لبلادنا تجاه أكثر من مليار مسلم، وذلك بالحرص على خدمة وتطوير المشاعر المقدسة، وهو ما دأب عليه حكامنا الكرام منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز (رحمه الله)، وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز (حفظه الله) الذي قام بجهود غير مسبوقة لخدمة الحرمين الشريفين. وفي هذا اليوم المبارك (الجمعة) والشهر العظيم (رمضان) يدشن خادم الحرمين الشريفين (أيده الله) أكبر توسعة للحرم المكي الشريف، تشمل إنشاء ساحات إضافية للمصلين، وأنفاقا للمشاة، ومرافق للخدمات، وذلك على مساحة تقدر ب400 ألف متر مربع، وهو ما سيسهم في استيعاب أكثر من 1.2 مليون مصل تقريبا في وقت واحد. وكما هو معلوم؛ فإن هذه التوسعة ليست الأولى في عهد خادم الحرمين الشريفين (حفظه الله) فقد سبقتها مشاريع عديدة، وخدمات جليلة لزوار المشاعر المقدسة، لعل من أهمها: توسعة المسعى، ورفع طاقته الاستيعابية من 44 ألف ساع، لتصل إلى أكثر من 118 ألف ساع في الساعة. وكذلك تطوير سقيا ماء زمزم لتصل إلى الحجاج والمعتمرين والزائرين في عبوات صحية، وبطريقة ميسرة، إضافة إلى وقف الملك عبد العزيز للحرمين الشريفين الذي يعد من أضخم المشاريع الاستثمارية التي يعود ريعها لصالح المسجد الحرام، والمسجد النبوي، وهو ما يشكل مصدرا دائما لتمويل المصروفات التشغيلية والخدمية للحرمين الشريفين حاضرا ومستقبلا. ولا تقدم حكومة المملكة خدماتها المتعددة لرعاية وتطوير الحرمين الشريفين بهدف السعي للحصول على مقابل مادي، أو تحصيل رسوم على المستفيدين من هذه الخدمات رغم ارتفاع أعدادهم عاما بعد عام، بل تخصص لها ميزانية سنوية ابتغاء مرضاة الله تعالى، وانطلاقا من الأمانة الدينية المناطة بها. ويأتي الاهتمام بالحرمين الشريفين ضمن جهود المملكة حكومة وشعبا لخدمة الإسلام المسلمين ورعاية قضاياهم، والوقوف إلى جانبهم ماديا ومعنويا، وهو ما أكده المؤتمر العالمي الأول عن جهود المملكة في خدمة القضايا الإسلامية الذي استضافته الجامعة الإسلامية في طيبة الطيبة، بالتعاون مع دارة الملك عبد العزيز خلال العام الماضي،حيث نوه المشاركون في المؤتمر بأهمية الدور الذي تقوم به في هذا المجال انطلاقا من مكانتها المرموقة بين مختلف الدول الإسلامية والعالمية. كلمة أخيرة: قال تعالى «إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين» (التوبة: 18). * جامعة الملك سعود كلية التربية [email protected] للتواصل ارسل رسالة نصية sms الى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 272 مسافة ثم الرسالة