* قال صديقي: (لازلت أذكر ما كتبته في زاويتك هذه بداية شهر رمضان المبارك العام الماضي، عن زميلك العزيز على قلبك، الذي أرسل لك من خلال الجوال يبارك بمقدم الشهر الكريم، ليلة الإعلان عن ثبوت رؤية هلاله، وما قاله لك في سياق رسالته: «دعني هذه المرة أسبقك بالتهنئة»، وكيف أنك عقبت على رسالته تبارك له، وتبادله المودة بمثلها، فإذا بك تستقبل مباشرة على جوالك رسالة من شقيق زميلك نفسه، يخبرك فيها أن شقيقه لم ولن يتمكن من قراءة ردك الذي أرسلته له على جواله.. لأنه انتقل إلى وجه ربه وأوصيك الدعاء له بالرحمة!!!.. إلخ). ** رجوت صديقي أن لا يكمل ما من شأنه نكء ما يخص ذلك الفقد الفاجع والمفاجئ من صدمة وأسى وحزن عميق، ما كان له من ضماد وعزاء إلا نعمة الإيمان بالحي القيوم، وطلبت منه أن نستبدل أي كلام حول هذا الأمر بدعاء من بيده كل الأمور أن يمن على الفقيد بالرحمة والمغفرة، وأن يسكنه فسيح جناته. ثم شكرته على الزيارة وسألته عن سبب تذكره للموضوع؟. ** فقال لي: منذ اللحظة التي هممت فيها بزيارتك للاطمئنان عليك، وأنا أسترجع تفاصيل الموضوع الذي كتبته عن زميلك يرحمه الله والعبرة من «بغتة الأجل» خاصة أنني قبل زيارتك ذهبت لأداء واجب العزاء في زميل عزيز توفاه الله في يوم من أيام الرحمة في هذا الشهر الكريم، ونسأل الله أن يتغمده بالرحمة والمغفرة، وقد فرحت بما سمعته من صديق مقرب جدا للفقيد، بل كان أكثر قربا له بعد الله من زملاء مجاله. حيث قال لي «بأن الراحل يرحمه الله ظل طوال فترة مرضه شديد الحرص على الصلاة في أصعب أوضاعه الصحية ضراوة، كحرصه عليها قبل مرضه، وكان وهو في أوج مرضه يلح في الاتصال على كل من تجمعه به قرابة، أو صلة رحم يوصيهم الدعاء ويرجوهم السماح فيما فرضه عليه المرض من تقصير في حقوقهم عليه..». ** قلت لصديقي: كم هم الذين تحول بينهم وبين مثل هذه المبادرات التي من شأنها اكتساح تفاهات الدنيا، وحصد ثواب الآخرة كم هم الذين جعلوا من قلوبهم مرتعا لشظايا الشيطان الرجيم، وسحب ضغائنه الركامية حتى تمكن منهم فصور الدنيا في نظر البعض كحلبة تناحر وانتقام وأحقاد، والبعض الآخر في بحر يأكل الكبير الصغير، والبعض الثالث يراها دنيا جاه وثراء وتفاخر مادي غارق في الفوقية ومستنكف من كل ما هو دون المستوى، حتى لو كان من أمسه وناسه. ** ولم يكذب من شبه الدنيا بمسرح كبير، بل هي أهم وأعظم مسرح. من مفارقاتها أن المتفرج قد يتحول إلى ممثل فيعمل على النقيض من تنظيره كمتفرج، وأن مسرحها لا يهدأ في تلقيننا الكثير من الهزات والصدمات والعبر والويلات التي لا يلبث البعض الخروج منها، وكأنما هو خارج من أحد المسارح الفنية، بينما البعض الآخر يعتبر ويتعظ ويعيد حساباته مع الله، ومن ثم تتحسن كل حساباته الأخرى بما يفوق النجومية والأبهة. ** كم هو جميل ومفيد وهادف برنامج (كيف تتعامل مع الله) الذي يقدمه الشيخ مشاري الخراز في القناة السعودية الأولى .. والله من وراء القصد. * تأمل: ليست الخبرات هي ما يحدث لك، بل هي ما تفعله حيال ما يحدث لك. • فاكس : 6923348 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 124 مسافة ثم الرسالة