كشف وكيل أمين العاصمة المقدسة للتعمير والمشاريع ورئيس لجنة تطوير الساحات الشمالية المهندس عباس قطان مساعد أن الشركة المنفذة لمشروع الحرم المكي الجديد ستسلم المشروع في منتصف العام المقبل 1433ه. وبين المهندس قطان أن المشروع مكون من بدروم ثم أربعة طوابق متكررة كل دور يقل ارتفاعه عن الدور الآخر ويضم مواقف سيارات ودورات مياه والمشروع سيكون في مستوى المسعى الجديد لكنه أعلى من الحرم الحالي وتأتي خلفه ثلاث ساحات متدرجة لتحقيق التسوية مع الجبال المقابلة للتوسعة وعرض كل ساحة 40م وهي في اتجاه دائري موجهة للكعبة المشرفة وأسفل هذه الساحات أدوار أرضية للخدمات مثل مراكز الشرطة والدفاع المدني والإسعاف والمراقبة الأمنية ودورات مياه ضخمة، حيث نتوقع أن ننفذ أكثر من 80 ألفا فقط أسفل مشروع توسعة الساحات الشمالية. وأضاف أن المشروع يحتوي على بوابة الملك عبد الله بن عبد العزيز من الجهة الشمالية، وهي بوابة ضخمة وعملاقة ترتفع عليها مئذنتان بنفس التصاميم المعمولة في الحرم من أعمدة وأقواس وطراز إسلامي. وقال وكيل الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي لشؤون الخدمات الدكتور يوسف الوابل إن التوسعة روعيت فيها متطلبات الرئاسة والجهات الأمنية وتحتوي على أحدث وأرقى النظم الكهربائية والميكانيكية، وستكون مشابهة للطراز المعماري الحالي للمسجد الحرام، ومتناسقا وخصصت فيها مكاتب ومرافق لإدارات الرئاسة وسوف تلبي التوسعة كافة الاحتياجات والتجهيزات والخدمات التي يتطلبها الزائر مثل نوافير الشرب والأنظمة الحديثة للتخلص من النفايات وأنظمة المراقبة الأمنية، كما تشتمل على تظليل الساحات الخارجية وترتبط بالتوسعة السعودية الأولى والمسعى بواسطة جسور متعددة لإيجاد التواصل الحركي المأمون، وستؤمن التوسعة منظومة متكاملة من عناصر الحركة الرأسية، حيث تشمل سلالم متحركة وثابتة، ومصاعد روعيت فيها أدق معايير الاستدامة من خلال توفير استهلاك الطاقة والموارد الطبيعية وتستوعب التوسعة بعد اكتمالها أكثر من 1.2 مليون مصل تقريبا. ويشكل مشروع التوسعة الجديدة للساحات الشمالية للمسجد الحرام شكلا عمرانيا على تصميم بنصف دائرة مساحته الإجمالية 356 ألف متر مربع، وهو ما يفوق مساحة التوسعات السابقة للمسجد الحرام بمرة ونصف، إذ تقدر ب152 ألف متر مربع. وكشفت دراسة علمية تقدم أعدها الدكتور محمد عبد الله إدريس والمهندس عبد الله محمد فودة الباحثان بقسم البحوث العمرانية والهندسية في المعهد بعنوان «دراسة عمرانية لتطوير الساحات الشمالية للمسجد الحرام»، أن الساحات المحيطة بالمسجد الحرام تمثل عنصر الربط بينه وبين الطرق والممرات في المنطقة المركزية، وتؤدي دورا مهما وكبيرا في تخفيف الضغط عن المسجد الحرام باستيعابها أعدادا كبيرة من المصلين، كما تساعد في عملية التحكم والسيطرة على الحشود البشرية. وبينت الدراسة أنه على الرغم من ضخامة المشاريع الموجودة في الجهة الشمالية من المسجد الحرام إلا أن الساحة الشمالية هي الأصغر من حيث المساحة، وقد تكون الظروف الطبوغرافية هي السبب في ذلك حيث ترتفع المنطقة عن أرض المسجد الحرام من 10 40 مترا. وأكد أن الدراسة تهدف إلى تطوير الساحة الشمالية للمسجد الحرام بما يحقق الاستفادة منها مع المحافظة على البيئة الطبيعية للمنطقة ومراعاة الظروف الاقتصادية والحركية أخذا في الاعتبار العوامل المختلفة المؤثرة في عملية التطوير وذلك من خلال التعرف على الوضع الراهن للمنطقة والمتمثل في الظروف الطبوغرافية ونمط النسيج العمراني القائم ومنظومة الحركة للمشاة والمركبات والتوسعات المستقبلية للمسجد الحرام ومشاريع التطوير المستقبلية للمنطقة الشمالية وذلك للوصول إلى تصور مناسب لحدود الساحات الشمالية للمسجد الحرام.