أول يوم قضيته في الرياض بعد عودتي من إجازتي الطويلة لم يكن للتأقلم مع الطقس الحار وإنما مع العادات المستفزة للسائقين السعوديين وإخوانهم المقيمين!! أول مشوار قمت به للذهاب للإفطار عند بعض الأقارب جعلني أفطر على حبة ضغط بدلا من حبة تمر، فقد نجح مشوار لا تزيد مسافته بضعة أميال في أن يرفع ضغطي إلى السماء السادسة، فالطريق الذي يتكون من ثلاثة مسارات تحول فجأة إلى ستة مسارات والسيارات تتجاوزني من اليمين ومن اليسار حتى خشيت أن سيارة ستمر من تحت سيارتي أو من فوقها!! كان قطع الإشارة يوحي بأن الضوء الأحمر هو إشارة المرور وليس التوقف، الكل كان في سباق مع الزمن للوصول إلى مقصده قبل رفع الأذان، وكأنه في سباق مع الموت جوعا أو عطشا، أصدقكم القول شعرت أنني في غابة تعمها الفوضى، فلا نظام ولا انتظام، مجرد هياكل بشرية تتصارع على الفوز بجائزة الفوضى!! «السحور» كان لا بد وأن يكون بحبة ضغط أيضا، فإذا كان بعض السائقين يصيبهم بعض الجنون قبل الأذان فإنهم يصابون بالجنون التام بعده، حيث تتحول الأرصفة إلى مسارات وتصبح الإشارات المرورية مجرد ألوان ضوئية!!. [email protected]