قضت «عكاظ» يوم عمل مع وكيل إمارة منطقة جازان الدكتور عبدالله بن محمد السويد، الذي كان في زيارة عمل رسمية لجزيرة قماح التابعة لمحافظة فرسان في منطقة جازان، ففي الأول من شهر رمضان كان أهالي قماح على موعد مع حدث يعد نقلة نوعية في حياة المواطنين على أمل أن يغير وجه الجزيرة الحضاري، وذلك بإطلاق التيار الكهربائي في المنازل والتخلص من أصوات وضجيج المولدات الكهربائية وحتى الفوانيس اليدوية كخطوة أولى نحو التنمية الشاملة في الجزيرة. العبارة التي تقل وكيل إمارة جازان، وقائد حرس الحدود ومحافظ فرسان ومدير إدارة الطرق في جازان وعددا من المسؤولين والإعلاميين، غادرت مرفأ جازان في الثالثة والنصف عصرا، وكان حديث الدكتور السويد طوال الرحلة ينصب على سبل تحقيق حلم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان لتطوير محافظة فرسان والجزر التابعة لها، وحرصه على توفير كافة الاحتياجات والخدمات لمواطني الجزيرة، وأضاف: «أمير المنطقة رفع العديد من المطالبات والتوصيات والدراسات للجهات ذات الاختصاص لاعتمادها ومنها الموافقة على اعتماد عبارات لنقل الخدمات والاحتياجات من مواد البناء والبترول والاحتياجات للسكان في فرسان، فضلا عن الخدمات البلدية والسفلتة لجزيرة قماح وغيرها من الخدمات التي تضمن الحياة الكريمة للسكان». وسيطر مشروع الجسر الرابط بين جزيرة قماح وفرسان على حيز واسع من أحاديث ركاب العبارة التي كانت تمخر عباب البحر صوب جزيرة فرسان التي تضم أرخبيلا من 176 جزيرة تقريبا، وتبعد 42 كيلومترا عن مدينة جازان، فالحديث كان في الغالب يدور حول أهمية مشروع الجسر من الناحية الاقتصادية والتنمية، إلا أن الدكتور السويد كان يرى أنه مكلف ويفقد جزيرة قماح الخصوصية التي تمتاز بها عن الجزر الأخرى، لكنه استدرك قائلا: لماذا لا يكون البديل مطارا بحريا من جازان إلى فرسان أو من فرسان إلى قماح لجذب السياح والحفاظ على خصوصية هذه الجزر، أو حتى عبر عبارات مجهزة لنقل السياح والمواطنين. في الخامسة عصرا من نفس اليوم رسا الزورق التابع لحرس الحدود على مرفأ الجزيرة، حيث استقبلهم شيخ القرية والسكان استقبالا حافلا وكانت الابتسامة العريضة ترتسم على محياهم، عقبها استقل الجميع السيارات إلى حيث منازل المواطنين المتباعدة عن بعضها البعض نسبيا، وشارك وكيل إمارة جازان المواطنين الفرحة بإطلاق التيار الكهربائي مع بداية أول يوم في رمضان، مع وعد بتنفيذ شوارع مسفلتة ووضع مخطط مناسب للبناء في الجزيرة. زيارة الدكتور السويد لجزيرة قماح، لم تخلو من المواقف الإنسانية وحتى الفكاهة وتبادل المزاح بين المسؤول والأهالي، ومن هذه المواقف، رجل مسن يطالب بزيادة مكيف هواء لمنزله، وعلل ذلك بقوله: لا يوجد لدى سوى ثلاثة مكيفات هواء، ومتزوج من ثلاث، فرد عليه الوكيل : «تزوج الرابعة نعطيك مكيف زيادة» ليبتسم المسن ويقتنع بالرد، وفي مكان مجاور استوقفته امرأة طاعنة في السن تطالب بتسريع إيصال التيار لمنزلها فوعدها بذلك ووجه المهندسين بالعمل على ايصاله لمنزلها قبل ظهر اليوم التالي. وفي ختام الجولة، طلب الدكتور السويد، من مسؤول التعديات الرفع للمحافظة عن أي تجاوزات مهما كان حجمها، خصوصا فيما يتعلق بالبناء العشوائي من قبل المواطنين حتى لا تتفاقم المشكلة، ولم يكتف السويد بمتابعة المعاملات اليومية داخل المكتب، بل تابعها على متن الزورق في عرض البحر، حيث طلب معاملة الكهرباء السابقة من محافظ فرسان ودرسها قبل وصولنا إلى جازان وطالب المحافظ بالرفع بالملاحظات.