عاد محمد عبده .. عاد كما نورس البحار.. إلى جدة قادما من باريس التي خضع فيها لأطباء ذوي كفاءة عالية وقفوا على حالته المرضية لأكثر من ثلاثة أشهر، عاد وفيه زرقة البحر التي أحب، ذلك البحر الذي امتهن والده رحمه الله حرفة التعامل معه واكتساب رزقه ورزق أبنائه، تمثلت هذه الزرقة في ألوان بذلته التي اختار والتي جاءت بتدرج اللون الأزرق من السماوي إلى القاني. كان مشهد استقبال محمد عبده في صالة الطيران الخاص «عرباسكو» احتفاليا بمعنى الكلمة عندما أطل من طائرة روتانا الخاصة ومعه حرمه وابنته ود ومدير أعماله في لبنان شربل ضومط.. لأن المقابل من المستقبلين كان بحجم فرحة محمد عبده بعودته إلى أرض الوطن حيث كان كبيرنا في استقبال فنان العرب محمد عبده النجم عبادي الجوهر الذي انطلق بعد ساعات من استقباله لمحمد عبده إلى دبي لمواصلة نشاط فني جديد له هناك يطرح في عيد الفطر، كذلك كان من جانب المستقبلين كل من ، سالم الهندي مدير عام روتانا، طارق شطا أحد كبار مسؤولي روتانا، هادي حجار من روتانا بيروت، النجم رابح صقر، الموسيقار طلال باغر، الملحن حمدان بريجي، وصديقاه الأقرب ياسر وفيصل سلامة، الفنان حسن عسيري، الفنان عابد البلادي، الإعلامي فريد مخلص، والفنان حسن إسكندراني الذي قدم درعا تذكارية للفنان محمد عبده باسم فناني جدة بمناسبة عودته سالما، كما كان في الاستقبال شقيقاه الأكبر عثمان والأصغر أحمد، ابن شقيقته أحمد زيد، الكاتبان عبده خال وحمود أبو طالب، الشاعر والملحن أحمد الفهد، الفنان فيصل لبان والشاعر وسيم باسعد والكثير. الاستقبال شهد لوحات فنون شعبية رحبت بمحمد عبده بما يحب من فنون بلاده الشعبية وصفي أطفال يرحبون بمحمد عبده حاملين صورا وعبارات ترحيبية بعودته. كان احتشاد هذه النخبة من نجوم الثقافة والفن والإعلام في الصالة الخاصة في مطار الملك عبد العزيز الدولي البارحة الأولى قبل وصوله بأكثر من ساعتين، وفي الوقت نفسه كانت جميع عدسات الكاميرا بأنواعها فاتحة حدقاتها ومنتظرة ظهور فنان العرب بعد غيبة عانى فيها من التعب والإرهاق ومعها عانى أيضا جمهوره بجهد المتابعة. وبعد ذلك ألقى فنان العرب كلمة عبر فيها عن شكره وامتنانه لمن سأل عنه وحتى من لم يسأل عنه، قائلا: «أتمنى أن لا يريهم الله مكروها». ولم ينس فنان العرب أن يقدم العزاء في رفيق دربه محمد شفيق الذي وافته المنية فجر الثلاثاء. بعد ذلك فضل أبو نوره الاستراحة وتبادل بعض الأحاديث مع رجال الفن والإعلام ومحبيه، ليخرج بعدها ويبدأ البرنامج الاحتفالي الذي نظمته روتانا وشمل العرضة الحجازية والمجسات، حيث شارك فيه فنان العرب برقصة المزمار وسط تشجيع وتصفيق حار من الحضور. وقال الفنان عبادي الجوهر: في هذه المناسبة تتجلى أهمية العلاقة بين الفنان ومحبيه وجمهوره فهؤلاء الذين أراهم اليوم متقاطرين للترحيب بمحمد عبده أثناء وصوله عامل مهم للتدليل على علاقة أبناء الأسرة الفنية وجمهورهم. كما عبر الفنان حسن عسيري عن فرحه بعودة أبي نورة إلى أرض الوطن معافى، وقال ل «عكاظ»: أحمد الله على عودة أخينا الكبير محمد عبده وأنا من أشد الفرحين بسلامته أولا وعودته لوطنه وأهله ومجتمعه، مؤكدا أن محمد عبده قامة فنية سامقة والحضور لاستقباله في المطار يعتبر حقا له علينا كفنانين أولا وكإخوة. بعد حفل الاستقبال اتجهنا إلى بيته العامر هناك مع أصدقائه الأقرب سالم الهندي، فيصل سلامة، ياسر سلامة، وصديقه، مدير أعماله في كثير من الأسفار الفنان البحريني ياسر مال الله، والشاعر ضياء خوجة في أول عودة له إلى بيته الذي اشتاقه وتشوق له كما يقول .. بدا محمد كما لو أنه يشم هواء ونسيما مغايرا عما ألف أخيرا حتى رائحة سمك وجبة السحور كانت طاغية لتذكر محمد عبده بمآدب الأسرة الصغيرة يوم كانت صغيرة تكبر بحضور والدته رحمها الله سألنا بداية: أراك تتحسس وتناظر كما لو أن البيت جديدا عليك؟ - لا تعرف إلى أي مدى يشتاق الإنسان لبيته بعد كل هذه الفترة من الغياب، وغياب قسري تتابع فيه العلاج. دعني أقول لك إنني سعيد بشكل ليس له حدود وأنا أعود إلى بيتي وأبنائي. ماهي قصة الحفل التكريمي الذي تزمع روتانا إقامته في الحادي والعشرين من رمضان بحضور زملائك أبو بكر ورابح وعبد المجيد وغيرهم. - لا .. الحفل سيكون في الحادي والعشرين من سبتمبر الموافق 23 شوال وهنا المقصود في شهر 9 سبتمبر وليس رمضان. في الوعد السابق سنكون في العشر الأواخر وهل من الممكن أن يغني أحدنا في رمضان وفي الأواخر تحديدا. عموما هو حفل نريد فيه «روتانا وأنا» أن نشعر بالفرح والعودة إلى الحياة الفنية بشكل جميل فيه الكثير من ألوان الحب بيننا نحن مجموعة الفنانين وهنا دعني أشكر الأخ الصديق سالم الهندي الذي رتب لتنظيمه. هل من برامج عمل قريبا لمحمد عبده؟ - لدى مديري أعمالي الكثير من جداول العمل، التي يأتي في مقدمتها مشاركتي في مهرجان تكريم إذاعة صوت الخليج لسمو الأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن في ال 21 من أكتوبر المقبل في الدوحة والذي سيشمل الكثير من البرامج التي اطلعت على بعضها وفيها الكثير من الدهشة التي توازي بعض ما قدمه البدر في مشواره الطويل مع الشعر والكلمة الغنائية تحديدا. وحاليا نواصل الانتهاء من عمل فني كبير يجمعنا ليقدم في هذا المهرجان وضمن جدول أعمال كبير فيه كثير من الفنانين العرب، وهنا دعني أشكر صديقي الفنان محمد المرزوقي مدير إذاعة صوت الخليج التي تبنت هذا المهرجان الذي فيه تقدير كبير للبدر في سماء الأغنية السعودية. محبوك يريدون معرفة موعد طرح ألبومك الجديد لا سيما أنهم منذ أكثر من عام تنامت إلى أسماعهم نية طرح «النورس» للشاعر الناصر، «يا راحلة» للشاعر ساري وربما، «رماد المصابيح» للشاعر الأمير بدر بن عبدالمحسن وألحان صديقك الراحل محمد شفيق الذي رحل عن دنيانا قبل ثلاثة أيام؟ - أنا دوما في حالة بحث عن الجديد وعندما تؤخرك نوائب الزمان لا بد أن تعيد أفكارك وحساباتك كفنان لأن الزمن لا ينتظر ولأن عالم الموسيقى متجدد ومتغير دوما عندك كفنان وعند المتلقي أيضا، بالنسبة للألبوم أستطيع القول إننا وفي أقرب فرصة لنا إن شاء الله وربما كانت مطلع العام الجديد سنكون على موعد معه. أهم ملامح الألبوم حتى الآن أغنية «يا راحلة» للشاعر ساري وهناك احتمال لتكرار خطوات العمل المشترك مع منصور الشادي، فلقد بدأت منذ فترة خطط هذا العمل المشترك، وبعد رمضان المبارك أعاده الله علينا وعليكم بالخير ستكون هناك رؤى أكثر وضوحا بالنسبة للألبوم، الذي من أجله كثيرا ما أعقد جلسات عمل مع مديري أعمالي ومنهم شربل ضومط وياسر مال الله، أما بالنسبة لفقداننا الصديق والأخ والزميل محمد شفيق رحمه الله فلا أقول غير إنا لله وإنا إليه راجعون .. تلقيت الخبر فجر الثلاثاء وأنا أستعد للعودة من باريس، شفيق من الموسيقيين الأكثر روعة وأفكاره الموسيقية رائعة وكم هي رائعة تلك الأعمال التي جمعتني به منذ بدايات عملنا في دنيا الفن مثل «الساعات الحلوة» في مسلسل أغاني في بحر الأماني منذ أكثر من 40 عاما من كلمات الراحل محمد طلعت، هلا بالطيب الغالي، ليالي نجد وغيرها، وكان من البدايات من أشعار أستاذنا إبراهيم خفاجي «يقول المعتني»، وأوبريتات الجنادرية «مولد أمة، كتاب مجد بلادنا، وقفة حق وغيرها الكثير من الأغنيات الوطنية الكبيرة التي جمعتنا معا.