اقتربت صداقة تركيا مع الرئيس السوري بشار الأسد من نقطة الانهيار فيما يستعد وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو لزيارة دمشق اليوم في جهود اللحظة الأخيرة لإقناع الأسد بمنع قوات الأمن من مهاجمة المدنيين. وكانت بثينة شعبان مستشارة الرئيس السوري حذرت أوغلو من أنه سيستمع إلى رد حازم بعد أن قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إن وزير خارجيته سيسلم رسالة حاسمة لدمشق بعد أن تابع تجاهل الأسد العديد من المناشدات لوقف العنف. وقال مسؤول تركي إن داود أوغلو سيكرر النداءات السابقة. لكن المسؤول لم يرغب في التطرق إلى قول ما الذي ستفعله تركيا إذا واصلت سورية صم آذانها عن دعوات اسطنبول. غير أنه إذا عاد داود أوغلو خالي الوفاض فإن أردوغان يواجه احتمال التخلي عن صداقة رعاها بعناية خلال السنوات العشر الماضية مما يترك الأسد أكثر عزلة واعتمادا على الدعم الإيراني أكثر من أي وقت مضى. وقال بهادير دينسر خبير شؤون الشرق الأوسط بمؤسسة الأبحاث الاستراتيجية الدولية في أنقرة إنه لا يتوقع تغييرا من جانب الحكومة السورية نظرا لتعليقات الحكومة السورية في دمشق بشأن زيارة أوغلو. وقال دينسر «سيتعين على تركيا أن تدرس بجدية علاقاتها مع سورية». وأضاف: كانت صفحة بيضاء على مدى عشر سنوات حتى الآن. التوتر الأخير حولها إلى صفحة رمادية وسوف نرى غدا ما إذا كانت العلاقات ستدخل غدا مرحلة الصفحة الحمراء. وبعد أن كادت تخوض حربا في أواخر التسعينات مع سورية لإيوائها متشددين أكراد أصبحت الصداقة عنوان السياسة الخارجية لأردوغان التي تقوم على تبديد المشكلات مع الدول المجاورة.