تتمتع المنطقة الغربية وخصوصا المدينةالمنورة بعاداتها الخاصة في إعداد الموائد التي تملك طابعها الخاص في المذاق والتنوع الملفت في الأطعمه.. كما تزخر المنطقة بوصفات عالمية من المشروبات المرطبة التي توارثتها الأجيال ولا يزالون يتمسكون بها حتى وقتنا الحاضر، ومنها السوبيا، التي تعد المشروب الأساس الذي لا تخلو منه الموائد الرمضانية في أغلب البيوت الحجازية، وتعد الأجواء التراثية في التحضير والتقديم سلسلة متناغمة من الإبداع والمذاق الشهي الغني بالفوائد الطبيعية. يقول صالح خشة صاحب محل لبيع السوبيا في المدينةالمنورة «قديما كانت السوبيا توضع في الأزيار والقوارير وتباع بالمقراف، وكانت بعض نساء المدينةالمنورة يتميزن في إعدادها وتحضيرها، لذلك يطلق عليها المجتمع المديني بالسوبيا البيتية، وتوارثنا هذه الصنعة من الأجداد والآباء ولا زلنا محافظين عليها»، وعن سر إقبال الزبائن على السوبيا عن باقي العصيرات الأخرى زاد «السوبيا مشروب عريق يتم تحضيره بخلطات سرية لا يعرفها غير أصحاب الصنعة، لأن طريقة الإعداد تمر بعدة مراحل، ففي البداية نختار أجود أنواع الشعير، ويتم تنظيفه من الشوائب ومن ثم يتم طحنه وعجنه، ويظل لمدة أربع ساعات ثم يصفى ويضاف له حب الهيل والقرفة، بعد طحنها وتخلط بمقادير متناسبة لإعطاء نكهة وطعم مميزين ممزوجة بالماء والسكر، وقبل عرضها للبيع نضع الثلج لتقدم باردة». ويضيف الخشة، «يتم تحضير السوبيا بعدة نكهات، ونعطي للزبون الفرصة للخيار ما بين العديد من الأصناف، وينحصر الخيار عادة ما بين الأبيض والأحمر، والأبيض لون الشعير والأحمر نكهة الفراولة»، مشيرا إلى أن سر طريقتهم في جذب الزبائن تكمن في ترديد بعض الأهازيج التي اعتاد الصائمون على سماعها، منها «برد على قلبك يا صايم، اشرب سوبيا الخشة واتمشى، ساقيه بكرة ما تلاقيه».