لقضاء شهر رمضان في أمريكا سلبيات كثيرة منها افتقاد الأجواء الروحانية و الأسرية، بل وافتقاد رمضان نفسه، لكن له أيضا فوائد لطيفة، أولها أنك لن تشاهد أبدا مسلسل طاش ما طاش و حلقاته المملة و المكررة و جدل كتاب الصحف حولها الأكثر مللا و تكرارا، و ثانيها أنك سترتاح من متابعة الكثير من المسلسلات و البرامج الرمضانية التي تظن أنها في بعض القنوات خاصة بشهر «الشخلعة» لا شهر العبادة !! أما أهم فائدة فهي أنك ستختبر فعلا علاقتك بالله، فلا مساجد تملأ أصداء مآذنها السماء، ولا محيط يتحول بكل مكوناته و أنماطه إلى التكيف مع خصوصية الشهر الإيماني، فأصعب ما يواجهه الصائم في الغرب هو تكييف عزلته مع محيطه الذي يمضي بنفس ديناميكيته دون أي تغيير و كأنه دولاب يتدحرج دون توقف !! هنا في أمريكا لن تخدش حياءك حليمة بولند أو مريام فارس بتوليفة «الملاغه مع الخلاعه»، و لن يزعجك مناحي أو بن حويرش بمحاولة إقناعك بأن التهريج هو فن الكوميديا، وبكل تأكيد لن تجد فرصة لمشاهدة برامج مسابقات جوائز الاتصالات و«الألوف» فعندهم للميسر «لاس فيغاس» !! لكن أهم شيء هو أنك هنا ستعيش في مواجهة مباشرة مع حقيقة نفسك الإيمانية، فلا رقيب على صيامك أو صلاتك، ولا أجواء تجبرك على تلبس حالة الورع لشهر رمضان التي أصبحت أشبه بالثوب الذي يلبسه البعض في شهر رمضان و يعلقونه بقية السنة !! [email protected]