في مشهد وفاء مهيب ومؤثر تقدمه صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، التف حشد كبير من أفراد الأسرة المالكة وأصحاب المعالي وأعيان الرياض ومناطق أخرى من المملكة عصر أمس، حول أمير الوفاء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض وأبنائه؛ لمشاطرته العزاء في وفاة سمو الأميرة سلطانة بنت تركي بن أحمد السديري، والدة صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلمان بن عبد العزيز (رحمهما الله) والتي انتقلت إلى رحمة الله تعالى عشية دخول شهر رمضان المبارك عن عمر ناهز الواحد والسبعين عاما إثر مرض عانت منه طويلا. أدى الصلاة مع النائب الثاني الذي قدم من جدة فجر أمس خصيصا للصلاة على الفقيدة والوقوف جنبا إلى جانب شقيقه أمير منطقة الرياض مشاطرا ومعزيا ومشاركا في تلقي العزاء في زوجة شقيقه وابنة خاله الأمير تركي الأحمد السديري.. كل من: صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة الرياض، وصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز رئيس الاستخبارات العامة. وأم المصلين سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ. كما أدى الصلاة على سموها، صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن محمد بن عبدالعزيز، صاحب السمو الأمير بندر بن محمد بن عبدالرحمن، صاحب السمو الأمير فيصل بن تركي بن عبدالله، وصاحب السمو الأمير عبدالرحمن بن عبدالله بن عبدالرحمن، صاحب السمو الأمير خالد بن عبدالله بن عبدالرحمن، صاحب السمو الأمير خالد بن فيصل بن سعد، صاحب السمو الأمير عبدالله بن مساعد بن عبدالرحمن، صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن سعود بن عبدالعزيز، صاحب السمو الأمير فيصل بن محمد بن سعود الكبير، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية، وعدد كبير من أصحاب السمو الملكي الأمراء وجمع غفير من المواطنين. والراحلة الأميرة سلطانة بنت تركي السديري والدة كل من صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلمان بن عبد العزيز (رحمه الله)، صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن سلمان بن عبد العزيز (رحمه الله)، صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيز مساعد وزير البترول والثروة المعدنية للشؤون البترولية، صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن سلمان بن عبد العزيز رئيس المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق، وصاحبة السمو الملكي الأميرة حصة بنت سلمان بن عبد العزيز. عرفت الفقيدة الأميرة سلطانة السديري طيلة حياتها بالتقى والطاعة والصلاح ومخافة الله في السر والعلن، وإنفاقها بسخاء في أوجه الخير والإحسان وعطفها على الأيتام والأرامل والمساكين، فكانت خير معين بعد الله للمحتاجين، إن كان للمال أو العلاج، ودائما ما تحيط ما تنفقه يمينها في هذا السبيل بسرية تامة؛ لأنها تنشد المثوبة والأجر من الله وحده. قابلتها «عكاظ» في مناسبة حصول أصغر أبنائها الأمير فيصل قبل سنوات على درجة الدكتوراة من جامعة أكسفورد أعرق الجامعات البريطانية ويومها لم تخف الأميرة سلطانة فرحتها بهذه المناسبة العزيزة على قلبها؛ فمنحت الصحيفة دون سواها مشاعرها تجاه ابنها الدكتور فيصل، الذي حظي أيضا بتتويج أمير الوفاء وسلمان العطاء يوم تخرجه أسوة بأخوته ممن كبروه أو صغروه. في مطار قاعدة الرياض الجوية ترجل أمير الرياض من طائرة قدمت به من نيويورك البارحة الأولى، حيث كان مرافقا لأخيه الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام في رحلة فحوصاته الطبية، فكان متجهما لم يستطع أن يغالب مشاعره؛ رغم أن الأمير عرف عنه طيلة حياته بقوة بأسه وتحمله لكل ظروف الحياة منذ أن كان يافعا بإيمان واحتساب وصبر وجلادة، رغم قسوة وقوعها عليه كأب، إبان فقده لنجليه فهد وأحمد (رحمهما الله). رحم الله الأميرة سلطانة بنت تركي الأحمد السديري وأسكنها فسيج جناته وألهم أمير الرياض وأبناءه كافة الصبر والسلوان وحسن العزاء. دعمت العمل الخيري ورعت الأيتام طيلة حياتها الأميرة سلطانة: أخرجت أبنائي من أمومتي إلى أمومة الوطن عادل المالكي جدة لم تكن أما عادية، إذ وهبت فلذات أكبادها للوطن ليصبح الرحم الأكبر، ولم تكتف بالبذل، إذ حرصت أن تربيهم التربية الصالحة ليكونوا أعضاء فاعلين في المجتمع ويقدموا له ما يستحق، فكانت وصيتها لهم الصلاة التي ستصلح شأنهم وتمكنهم من إدارة حياتهم بعيدا عن الظلال. وصفت الفقيدة تربية الأمير سلمان لأبنائها بأنها لا تختلف عن أية تربية، تقول «تربية الأمير سلمان كأب وتربيتي كأم لأبنائي لا تختلف عما يريده أي أب لأبنائه من تقى وصلاح، فالأب والأم هما الموجهان وراسما الطريق لأبنائهم نحو تنشئتهم النشأة الصالحة في البيئة السليمة وأن تكون مخافة الله في السر والعلن في نفوسهم». وأضافت «كانت وصايانا لهم جميعا المحافظة على الصلاة وتأديتها في أوقاتها لأنها عماد الدين ومن حافظ عليها استقام بإذن الله ولن يضل أبدا، وهذا ما كان يريده سلمان وما كنت أريده». وتعودت الأميرة سلطانة أن تنذر لله نذرا مع كل نجاح يتزامن مع نجاحات أبنائها «دائما عندما أفرح أصوم لله حمدا وشكورا، وأتمنى الفرحة لكل أم في هذا الوطن لأبنائها وما أبنائي إلا أفراد من أبناء هذا المجتمع». وعن غرس القيم والتحفيز قالت «حين غادر ابني فيصل للدراسة في الخارج لم يشعر أنه ابن سلمان بن عبدالعزيز، بل إنه حرص أن يمضي في دراسته العليا وسط زملائه بشكل اعتيادي، إذ رسخنا في داخله أن يركز في المقام الأول على تحصيله العلمي ويحقق مبتغاه». الأميرة سلطانة من أصحاب الأيادي البيضاء ورائدات العمل الخيري وسيدة المواقف الإنسانية الساعية إلى ترسيخ مفهوم التكافل الاجتماعي والتطوع، ولن ينسى أهل الكويت مواقفها إبان الاحتلال العراقي لبلادهم، عندما فتحت البيوت لهم وحرصت بنفسها على أن توفر ما يحتاجونه وأن يشعروا بأنهم في بلدهم الثاني. دعمت الأميرة سلطانة احتفالات تخريج الحافظات في مدينة الرياض، إذ دعمت تخريج أول دفعة من الحافظات مطلع العام الجاري، إضافة إلى تبرعها لمركز الأمير سلمان بن عبد العزيز للكلى في سراييفو نهاية العام 2000م بمبلغ مليون ريال. تقول الفقيدة عن العمل الخيري في إحدى المناسبات «مجالات العمل الخيري في المملكة كثيرة ومتنوعة، والجمعيات الخيرية تؤدي دورها بشكل يدعو للإعجاب لأنها تعمل المستحيل لتؤدي الدور الذي أنشئت من أجله». وعن المعوقين تقول: «المعوق في المملكة يلقى الاهتمام والرعاية، تلك البذرة المغروسة في قلوب السعوديين والتي يحرصون على تنميتها وتأصيلها في الأجيال». وحرصت الأميرة سلطانة في تربيتها لأبنائها على غرس حب الوطن في قلوبهم، إضافة لبذر العمل الخيري فيهم، إذ تقلد أبناؤها مناصب متعلقة بالعمل الخيري، تقول «أنا لست أما لسلطان وحده بل لفهد، أحمد، عبدالعزيز، فيصل، وحصة وكلهم ربيتهم للوطن ولم أربهم لي لوحدي». وأضافت إبان صعود ابنها الأمير سلطان بن سلمان إلى الفضاء عام 1405ه «أخرجت أبنائي من أمومتي إلى أمومة الوطن، ولا أرى في سلطان ما يراه الناس من أنه رائد الفضاء العربي المسلم فقط، وإنما هو قطعة مني أهديته للوطن، فإنجازه لا يحسب له أو لي بل هو حق للوطن». وعن أمومتها قالت الفقيدة «أنا أم بكل ما تعنيه الكلمة، وكل أبنائي قطعة مني وربيتهم للوطن أراهم فلذة أحشائي وتكوين من أعماقي، وهذا الجانب الذي أراه يسعدني ويهنئ أمومتي أنها أدت دورها الذي كانت تحلم به». وتحدثت عن ابنتها الوحيدة حصة قائلة «حصة واحدة من عناصر المجتمع تتعلم من العلم أحسنه وتعرف من المعارف أكثرها وأشملها، وتلم بكل معلومة، وتتقن أكثر اللغات، وتسهم في كل مشروع، لتنشط في تقديم دور يمثلها في مجتمع العطاء والبذل أسوة بإخوتها». وأوصت الأميرة الراحلة أبناءها بأن يضعوا الله نصب أعينهم في كل شؤونهم «اتقوا الله وحافظوا على أداء الصلوات في أوقاتها، وكونوا أعضاء فاعلين مخلصين في خدمة دينكم ثم وطنكم، وأن تكونوا عند حسن ظن والدكم، إذ أنكم الغرسة التي سقاها ورعاها بحبه وصادق رعايته وأبوته». الأميرة سلطانة السديري (رحمها الله) والدة كل من الأمير الراحل فهد بن سلمان (رحمه الله)، والأمير الراحل أحمد بن سلمان (رحمه الله)، الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، الأمير عبدالعزيز بن سلمان وكيل وزارة البترول والثروة المدنية لشؤون البترول، والأمير فيصل بن سلمان رئيس مجلس إدارة الشركة السعودية للأبحاث والنشر، والأميرة حصة. مشاهدات حضر صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالعزيز على رأس المشيعين في مقابر العود. صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز كان ينتظر وصول صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز والأمير سلمان بن عبدالعزيز، أمام مدخل جامع الإمام تركي رغم الحرارة المرتفعة. حضر الصلاة ومراسم تشييع ودفن الأميرة سلطانة السديري في مقابر العود أكثر من ثلاثة آلاف ما بين أمير وعالم ومواطن. المفتي كان ممسكا بأيدي أبناء الفقيدة لحظة مواراتها الثرى بعد صلاة العصر أمس, على بعد أمتار قليلة من قبري ولديها فهد وأحمد «رحمهما الله». بلغت درجة الحرارة في مقابر العود 47 درجة مئوية. الدكتور ناصر الداوود وكيل إمارة منطقة الرياض، وعساف بن سالم أبو اثنين مدير عام مكتب سمو أمير منطقة الرياض، واللواء سعود بن عبدالعزيز الهلال مدير شرطة منطقة الرياض، والعقيد عبدالله الصنداح قائد قوة أمن قصر الحكم، كانت لهم جهود بارزة في العمل على تنظيم الصلاة ومراسم تشييع الفقيدة إنفاذا لتوجيهات أمير منطقة الرياض ونائبه.