يحدث في بعض المرات أن نقرأ منشورا في صحفنا كلاما فحواه التذمر من أن أحد المسؤولين طرد الصحافيين أو أغلق بابه في وجوههم أو أنه أعلن مقاطعته الإعلام، أو ما شابه ذلك من أخبار تشير إلى عدم الترحيب بالصحافة ومراسليها. وهنا تأخذ الصحف في لوم المسؤول واتهامه بالتعالي على الصحافة وسوء العلاقة بها. غالبا لا تحقق الصحف في الأسباب التي تجعل البعض يعاديها، بل ربما تقنع نفسها بغرور بالغ أن العداء هو لكون الصحافة تكشف العورات وتعلن الزلات، فلا غرابة إن تحاشاها المسؤول وتعمد المقاطعة بينه وبينها. حين لا تكون مسؤولا تلاحقك الصحافة، فإنه من الصعب عليك أن تدرك لماذا أحيانا يضطر بعض المسؤولين إلى التصرف بخشونة مع بعض مراسلي الصحف. فهناك فئة من المراسلين لا يعرفون أدنى أساليب اللباقة والتهذيب في التعامل، فيتحدثون إلى المسؤول بطريقة فجة تدفع بالحليم قبل غيره إلى النفور منهم والضيق بهم. ولكن هذا لا يعني أننا نلوم أولئك المراسلين الأغرار إن هم أساؤوا التعبير أو قصروا في الفهم، أو أخطأوا في النقل، هم مجتهدون يحاولون شق طريقهم في عالم الصحافة والإعلام، من يستحق اللوم هو المؤسسات الصحافية نفسها التي تلتقط مراسليها كيفما اتفق، في صورتهم الخام الساذجة، ثم توكل إليهم إجراء المقابلات وتحري الأخبار وتتبع المسؤولين دون أن تمدهم بالتدريب الذي يحتاجون إليه، والتثقيف الذي يمكنهم من معرفة كيفية تحري الحقائق، وأساليب صياغة الأخبار، وأصول الخطاب أو الحوار مع الشخصيات المختلفة. ما تفعله الصحف غالبا هو إطلاق مراسليها حسب قدراتهم البسيطة المحدودة، وفيهم من لا يحمل أكثر من شهادة الثانوية العامة، لكن الصحف تطلقهم مسندة إليهم اقتحام الوزارات والمستشفيات والجامعات وغيرها من المؤسسات المختلفة ببضاعتهم المزجاة من التدريب والمعرفة، فيقعون في نقل أخبار مشوهة ومعلومات محرفة تعكس مدى ما هم عليه من قصر الفهم أو التسرع في الاستنتاج أو نقص المعرفة، وحين تتلقى الصحف ما يحمله إليها مراسلوها تقوم بنشره كما هو بلا تنقية ولا تدقيق. ومتى كان بين ما ينشر من أخبار أمر يحرك مخاوف الناس أو يهدد مصالحهم، فإن ذلك يبعث في نفوسهم الغضب فيثورون ويحتجون وقد يتحرك بفعل غضبهم بعض الكتاب فيناصرونهم، وهنا يتدخل المسؤول ليصحح ما قيل مؤكدا أن ما نشر لم يكن دقيقا ولا يمثل الحقيقة وأنها غلطة من المراسل الذي لم يفهم ما قيل. من مسؤولية المؤسسات الصحافية أن تحسن اختيار مراسليها وأن تتأكد من كفايتهم المهنية، حفاظا على مكانتها وكسبا لثقة الناس فيها. فاكس :4555382 1 للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 aموبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة