كم صديقا إيرانيا تملك؟ أنا شخصيا لم يسبق لي مصادقة أي إيراني على الرغم من سنوات خمس قضيتها في أمريكا مر فيها علي الإيرانيون مرورا عابرا على شكل زمالة في فصلٍ دراسي أو أرباب لمطعم فارسي. كان هناك دوما فضول لمعرفة هذا الآخر الذي يعيش بالقرب منا ونتوجس منه ريبة ويتوجس منا. ويكبح هذا الفضول موروث ضخم من الصور النمطية السيئة عن الإيرانيين وأجزم بأن لدى الإيرانيين موروثا مشابها عنا كسعوديين. في الحالة الإيرانية، معظم انطباعاتنا عن الفرد الإيراني مبنية على موروثات شعبية استقت مصادرها من الكتب التراثية التي تتناول المسألة المذهبية. سياسة حكومة إيران تجاه دول الخليج العربي هي سياسة عدائية متطرفة، ولكن هناك الكثير من الإيرانيين غير راضين عن هذه الحكومة ولا عن حالة التشنج السياسي التي تعيشها إيران تحت حكم الملالي. وهذا ما تجسد في نصف الثورة التي قامت في إيران في أعقاب انتخابات العام 2009م.. المواجهة مع النظام الإيراني هي مواجهة عقول وعضلات. وحكومة المملكة قادرة على أن تخوض هذه المواجهة بنفس الحكمة التي ضمنت لها الانتصار في مواجهات مشابهة مع الخميني وصدام. لكن علاقات الشعوب ببعضها هي علاقات عقول وقلوب. سترحل حكومة نجاد عاجلا أو آجلا وقد يعود شيء من الدفء في العلاقات السعودية الإيرانية. لكن الجروح عندما تصل إلى الشعوب فإنها لا تندمل. نحتاج لأن نتعرف على المواطن الإيراني أكثر ونحتاجه لأن يتعرف علينا. قد نكتشف بأن هناك حياة ثقافية وفنية إيرانية بعيدا عن الشر الذي يروج له نجاد. قد ندرك أيضا بأننا وشعوب المنطقة كلها أمامنا تحديات في التنمية والتعليم والتنوع الاقتصادي سيميعها صراع الشعوب والمذاهب.