كل الأحاديث تدور هذه الأيام حول غلاء الأسعار والمسألة كلها حسمت واختزلت في تاجر جشع ومستهلك غلبان. لنفترض بأننا أمام تاجر طماع وجشع ويريد أن يأكل حق غيره لكن ينبغي أن لا ننسى أيضا بأن هؤلاء مواطنون يحملون جينات مجتمعهم الحقيقية في كل شيء وبالتالي لا يمكن رسم خطوط وهمية من التصنيفات الأخلاقية (العمومية) بهذا المنطق المنحاز. هؤلاء التجار الذين تبلغ منشآتهم أكثر من ربع مليون منشأة كيف تواصوا في التآمر على المستلهك في لقمة عيشه بهذه الصورة الخطيرة وكيف قاموا بتحديد قيمة هذه السلع، هل كانت لهم اجتماعات سرية منظمة أو صفحات على أدوات التواصل الاجتماعي «فيسبوك» و«تويتر وغيرهما؟ كيف توصل هؤلاء العباقرة إلى إلغاء قانون العرض والطلب الذي يتحكم في أسعار السلع منذ فجر البشرية إلى اليوم وإسقاطه من المعادلة بهذه الصورة الخطيرة؟ كيف نطلب من المراقب الذي يحمل الثانوية العامة أن يحدد أسعار المكرونة والسنبوسة في هذا السوبرماركت أو ذاك وعلى أي أساسس في ظل بورصات غذائية عالمية متغيرة؟ بلا شك هناك فئة تحاول رفع الأسعار إذا صح لها ذلك وبعيدا عن منطق المستهلك فهي تعتبره من الرزق الحلال إذا كان منطق السوق يسمح لها بذلك لكن ليس كل التجار على هذه الشاكلة. إذا كان التاجر الجشع هو سبب ارتفاع الأسعار فلماذا ارتفعت أسعار الدقيق من 28 ريالا إلى 40 ريالا رغم أنها سلعة حكومية؟. وإذا كان التاجر هو سبب مصائبنا فلماذا ترتفع أسعار الأسمنت بهذه الصورة وهو ينتج من شركات وطنية مساهمة لا علاقة لها بالتجار؟ وإذا كان التجار هم من يتسبب اليوم في خراب البيوت فلماذا تضاعفت أسعار الشعير الذي يمنع التجار من استيراده وبيعه وكان يباع بنصف القيمة على أيامهم!!. فاكس: 065431417 للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 161 مسافة ثم الرسالة