تتجلى في المسجد الحرام صور ناصعة البياض للخدمات الحكومية التي لا تعرف التثاؤب، وسط منظومة حولت الحرم المكي لأشبه بمدينة ذات حراك متواصل. الوادي ذو زرع التحول إلى أرض رخامية عاكسة لحرارة الطقس يفيض هذه الأيام بقوافل العمار والمصلين والركع السجود، فيما ساعدت المشاريع الجديدة من توسعات للساحات الغربية والشمالية والشرقية والمسعى في استقطاب الكتل البشرية. أبواب المسجد الحرام البالغ عددها (176) بابا بدت أمس وسط حالة تأهب كامل، حيث يعمل 695 موظفا رسميا وموسميا، وذلك لفتح جميع الأبواب والعمل على مدار الساعة فيما تقف 120 مراقبة على الأبواب المخصصة للنساء. زودت أبواب المسجد الحرام بلوحات رقمية إرشادية تضيء باللون الأخضر حال وجود إمكانية لدخول المصلين وتضيء باللون الأحمر حال اكتمال الطاقة الاستيعابية للمسجد الحرام. ويصل عدد السلالم الكهربائية إلى 11 سلما، خصص لها 34 بابا تؤدي إلى المسجد الحرام وتعمل هذه على انسيابية الدخول والخروج، كما خصصت الرئاسة 20 مدخلا لذوي الاحتياجات الخاصة وهي باب الملك عبد العزيز وباب أجياد الجديد وباب حنين وباب الصفا ومصاعد سلم الأرقم ومصاعد سلم المروة وباب المروة ومصاعد سلم مراد ومصاعد سلم القرارة وباب القرارة وباب الفتح «مزلقان» وباب الفتح وباب المدينة وجسر المدينة وجسر الندوة وباب العمرة باب 64، باب 74، باب 84، باب 94، وأوضح طلال بن صالح الثقفي مدير إدارة الأبواب في المسجد الحرام أن العاملين على الأبواب يقومون بمراقبة ما يدخل إلى المسجد الحرام، بحيث يمنع دخول ما يضر المعتمرين والمصلين ويؤدي إلى إزعاجهم، كما يمنع دخول العفش والحقائب بأنواعها وعدم دخول ما يؤثر على حركة السير داخل المسجد الحرام ومنع دخول كل ما يؤثر على نظافة وقدسية المسجد الحرام من مأكولات ومشروبات عدا التمر والقهوة. وتأمل إدارة الأبواب من زوار المسجد الحرام التعاون على تحقيق نظافة وقدسية المسجد الحرام بمنع إدخال الحقائب والعفش ونحوها إلى المسجد الحرام والاستفادة من صناديق الأمانات التي وضعت لحفظ الأمتعة. تاريخيا، يعتبر الملك فهد، رحمه الله، أول من أمر في عام 1406ه بتهيئة سطح التوسعة الأولى لأداء الصلاة فيها، وذلك بأن أزيلت جميع العوائق وتم فرش أرض السطح بالرخام الأبيض المقاوم للحرارة بالكامل واستكملت جميع التجهيزات المهمة من فرش وخلافه، كما أضيفت السلالم الكهربائية المتحركة لتمكن المصلين من الصعود إلى الدور الثاني والسطح بيسر وسهولة (وكأنه أضاف دورا جديدا للمسجد الحرام). وهيأت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي ممثلة في إدارة التوجيه والإرشاد أكثر من (100) كبينة هاتفية في أروقة المسجد الحرام وعند الأبواب متصلة بمكاتب أصحاب الفضيلة المشايخ، وذلك للإجابة عن الأسئلة والاستفسارات المتعلقة بأمور العبادات والمناسك. ذكر ذلك الوكيل المساعد لشؤون الخدمات في الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام الدكتور يوسف بن عبد الله الوابل، مشيرا إلى أنه يشارك في الإفتاء والإرشاد عدد من العلماء وطلبة العلم يربو عددهم على 50 شيخا، دوامهم على مدار الساعة في المواقع المخصصة للإفتاء داخل المسجد الحرام في مكاتبهم في باب الملك عبد العزيز وباب أجياد وباب الفتح، إضافة إلى الكراسي المخصصة للإفتاء الموزعة في مختلف المواقع في المسجد الحرام، فيما يتواجد للتدريس في أروقة المسجد الحرام أكثر من 20 من أصحاب الفضيلة المدرسين على مدار العام وفي شهر رمضان، يشارك في إلقاء الدروس والإفتاء عدد كبير من أصحاب الفضيلة العلماء وقد تم كذلك توصيل سماعات الدروس إلى مصليات النساء وساحات المسجد الحرام لتمكين المصلين في الساحات من الاستفادة من دروس العلماء.