يقضي الشاب سفيان ماهر المقيد (16عاما، من أهالي محافظة أملج) ساعات من يومه في العزف على آلة العود ومداعبة الأوتار، وتمكن من تعلم العزف على العود وإتقانه سريعا في مدة زمنية قصيرة، حتى وصل إلى مرحلة تأليف الألحان الخاصة به. ويحظى في العزف على إعجاب أصدقائه والمقربين الذين أصبحوا يترقبون وجوده برفقة آلته الوترية في جلساتهم الخاصة، ليطرب مسامعهم من خلال أدائه لأغاني فنانيه المفضلين أو ما يلحنه بنفسه، ما جعلهم يراهنون على موهبته الفريدة. ظهرت بوادر ميوله للموسيقى حينما كان في التاسعة من عمره من خلال إنصاته الملفت للأغاني والموسيقى ومحاولته ترديد الألحان، ليجد نفسه مولعا وشغوفا بدرجة كبيرة لسماع الطرب والدندنة مع آلة العود، وساعده في ذلك الذائقة الفنية العالية لوالده الذي بدأ في تشجيعه وجلب له أول آلة عود وقتها. يقول والد سفيان «اكتشفت أنه يمتلك أذنا موسيقية وحسا فنيا راقيا في سن مبكرة، وظهر ذلك في مشاعره وأحاسيسه، وتميز عن أقرانه بعاطفته وتعامله الرقيق بأسلوب لا يجيده غير البالغين، وأصبحت أنامله تعزف الأوتار بكل فن وحرفنة». من جانبه، أكد سفيان أن «العزف على آلة العود ليس هواية لدي فحسب، بل هو حبي وعشقي الذي لا غنى عنه بالنسبة لي، إذ لا يفارقني عودي أينما اتجهت فهو صديقي الدائم، وعندما أعود من المدرسة أتجه فورا إلى حجرتي وأحتضن العود»، مضيفا أنه يفضل العزف منفردا في حجرته رغم إلحاح والده وتشجيعه المستمر له بالعزف أمام أصدقائه وأقربائه، وأشار إلى أنه استفاد كثيرا من متابعته لعازفي العود الإخوان الثلاثة المشهورين «ثلاثي جبران»، ومبديا تأثره بالفنان خالد عبد الرحمن واليمني الراحل فيصل علوي، لافتا إلى أنه استطاع إلى حد ما التوفيق بين دراسته وممارسة هوايته بالعزف على العود، حيث انتقل هذا العام إلى الصف الثاني الثانوي. وأبدى سفيان ماهر ضيقه من عدم تقبل المجتمع المحلي في محافظة أملج لهوايته. وعن طموحاته المستقبلية يسعى الموسيقار الصغير كما يحلو لأسرته وأصدقائه مناداته إلى تحقيق أحلامه الكبيرة بأن يصبح موسيقارا وعازفا شهيرا، مؤكدا أنه ينوي السفر إلى أحد البلدان العربية ولكن بعد إنهائه لدراسته في المرحلة الثانوية للالتحاق بمعهد الفنون الموسيقية.