الشعب المغربي الشقيق .. شعب عربي مسلم صاحب حضارة وتاريخ طويل حافل بالعطاء الإنساني .. وهناك الكثير من سيدات المغرب من حققن إنجازات كبيرة في المحافل العلمية العالمية .. وفي ميادين التميز الدولي والمحلي المختلفة. والمجتمع المغربي شأنه شأن سائر المجتمعات البشرية فيه أسوياء وفيه أيضا من هم ليسوا كذلك. ولقد أكدت هذه الحقيقة الشابة المغربية (إلهام) البالغة من العمر (23 عاما) والتي تم استقدامها للعمل بمهنة عاملة في مشغل ثم اكتشفت أنها استقدمت لغرض آخر وهو امتهان «الرذيلة» .. ولكنها ورغم صغر سنها رفضت الإغراءات .. وقاومت العنف والإيذاء حتى اضطرت إلى القفز من الدور الثالث حفاظا على شرفها .. فتعرضت لكسور ورضوض نقلت على إثرها إلى المستشفى حيث أجريت لها عدة عمليات جراحية. ولكن الفتاة البريئة لم تتعرض إلى كل هذه المعاناة فحسب .. بل عانت ولا تزال تعاني من بطء إجراءات جهة التحقيق .. أدى إلى مكوثها في المستشفى زهاء ستة شهور!!. أما لجنة (الحماية من الإتجار بالبشر) فإن ممثلها حضر إلى المستشفى وقابل الضحية ثم غادر كما حضر حيث لم يحرك في الأمر ساكنا. ولعل هذه القضية تعد تجربة اختبار لدور هذه اللجنة وفاعليتها .. ذلك أن تشكيل اللجنة يعد توجها إيجابيا جيدا ومهما .. ولكن دورها يحتاج إلى تفعيل وإلى المزيد من الصلاحيات التي تمكنها من التأثير في مثل هذه القضايا الإنسانية المؤلمة. إن واقع الأمر يشير إلى أن مشكلة الفتاة الضحية لم تنته بعد .. فهي لا تزال في المستشفى وبلاغ الهروب الذي رفع ضدها لا زال قائما لم يتغير. إن الجهات المعنية مطالبة بإنهاء مشكلة إلهام الإنسانية ورفع الضرر عنها .. وإن أمكن تعويضها عما تعرضت له. ولا بد لي هنا أن أشيد بفاعلي الخير الذين أبدوا رغبتهم للمساعدة في رفع الضرر عنها ودعمها. كما لا بد لي أن أنوه بصحيفة «عكاظ» التي سبقت بحس صحفي متميز في تبني هذه القضية .. ولا سيما الزميل عدنان شبراوي الذي نقلها بتميز مهني إلى قراء «عكاظ».