10 أعوام قضاها جميل. م. ع خلف أسوار السجن، إثر حكم أصدرته لجنة قضائية بالقتل تعزيرا بعد اتهامه بالسطو المسلح على بنكين سعوديين، وربما لاتزال في الأذهان قصة زواجه وهو داخل السجن منذ مايقرب من أربع سنوات. جميل حكى ل «عكاظ الشباب» قصته قائلا «اتهمت مع ثلاثة من أقاربي وأصدقائي بالسطو على بنكين عام 1422ه في جدة، ولم تسفر تلك الحادثة عن قتل أو إصابة أحد، وشكلت لجنة في المحكمة العامة في جدة وأصدرت الحكم آنذاك بالقتل، وأحيل الحكم إلى محكمة الاستئناف والتي بدورها رفضت الحكم جملة وتفصيلا لعدم توفر الأدلة، خصوصا وأننا أنكرنا القيام بتلك العمليات الإجرامية». ويستمر جميل في سرد القصة «عندها شكلت لجنة ثانية وحضرنا عدة جلسات ولم تحضر أية بينة تثبت إدانتنا بالسطو، ورغم ذلك حكم علينا بحد الحرابة مرة أخرى، ولكن الاستئناف رفضت حكم القتل أيضا لعدم توافر أدلة تدين المجموعة، ثم شكلت لجنة ثالثة وعقدت مايقرب من عشر جلسات، حيث طلب القضاة من المدعي العام إحضار بينة ولكنه لم يعثر على أية بينة تديننا، وصدر بعدها حكم اللجنة أيضا بالقتل تجاهي أنا، فيما حكمت بالسجن 25 سنة على كل من رفاقي الثلاثة، ومن جهتي رفضت الحكم الصادر ضدي وقدمت لائحة اعتراضية»، مشيرا إلى أن المدعي العام شرح قصتي السطو بقوله: إن المتهمين دخلوا البنك الأول بعد أن قطعوا التيار الكهربائي من المولد الرئيس وتمكنوا من سرقة نصف مليون ريال تحت تهديد السلاح، وفي المرة الثانية التي تفصلها عن الأولى أسابيع دخلوا بنفس الطريقة وتمكنوا من سرقة أربعة ملايين ولاذوا بالفرار حتى تمكنت قوات الأمن من القبض عليهم ولايزالون يرفضون كل التهم الموجهة إليهم. جميل الذي يعد أول سجين يتم عقد قرانه داخل سجون جدة منذ أربعة أعوام اشترط عليه والد العروس حينها 10 مصاحف قرآنية مهرا لابنته، بعدها تم الزواج، وأصبح يلتقي زوجته بين الفينة والأخرى داخل السجن، ورزق بطفلين هما عناد وجوري، وفي هذا الشأن قال جميل «لم أتمتع بالجلوس مع أطفالي في وضع طبيعي، حيث كانت أغلب زياراتهم لي من خلف القضبان، وكم أتمنى أن أضمهم إلى صدري في منزلي الخاص وأعوضهم سنوات الحرمان التي مرت بعيدا عنهم». ومايزال جميل الذي حفظ ما يقارب الثمانية أجزاء من القرآن خلال فترة سجنه يمني نفسه بأن «تقبل محكمة الاستئناف قضيتي وأن تعيدني إلى أبنائي وأسرتي لأبدأ حياتي من جديد». زوجته: ننتظر العفو أم عناد زوجة السجين جميل قالت إنها رضيت بجميل عريسا لها على سنة الله ورسوله «بعد أن سمعت من شقيقته والتي تعد من أقرب صديقاتي كلاما جميلا عنه وعن أخلاقه، وتحدثت معه عبر الجوال ووافقت على الزواج منه، والذي تم داخل أسوار السجن»، وتضيف: مازلت أنتظر مع أطفالي خروج والدهم من السجن، خصوصا عندما نسمع الأوامر الملكية بالعفو عن السجناء، والتي تزيد من آمالنا، «وقرر أطفالي الحفاظ على صورة مكبرة لوالدهم داخل صالة الجلوس في المنزل حتى يشعرون بقربه منهم في كل لحظة».