شهد مهرجان صيف الأحساء 2010 «حسانا فله»، زيادة في عدد الزوار، حيث تجاوز ثمانية آلاف زائر يومياً، وفقاً لإحصائيات إدارة المهرجان، التي أشارت إلى ارتفاع ملحوظ في أعداد الزوار من مواطني دول مجلس التعاون الخليجي، وبلغ معدل دخولهم أكثر من 250 زائراً يومياً، ما يجعله في صدارة المهرجانات السعودية التي تحظى بأكبر شريحة زوار من دول الخليج. وعملت اللجنة المنظمة للمهرجان على إنشاء شبكة رذاذ للماء في مختلف أرجاء المهرجان، تعمل على تلطيف الأجواء في الساحات، كما وفرت أيضاً عدداً كبيراً من المراوح الكبيرة التي تعمل على تلطيف درجة الحرارة، وتم تدعيم المسرح والصالة المغلقتين بأجهزة تكييف مركزي. وضمن الفعاليات اليومية للمهرجان، يعمل حسن الناصر ثماني ساعات يومياً في حفرة صغيرة بين الحديد والنار في مهنة الحدادة التي وصفها بمصدر رزقه الوحيد، وذلك على مدى 42 عاماً قضاها في هذه المهنة. وحول المواصفات التي تحتاجها هذه المهنة، قال: «تحتاج إلى العضلات والصحة الجيدة وتحمل الحرارة». مضيفاً « كان الطلب على الحدادة في الماضي كثيراً بحكم مهنة الفلاحة التي تحتاج إلى أدوات كثيرة ك (المحش، العقفه، الهيب، الموشر، الفأس، الصخيّن، السكين)». مؤكداً «أن الحرفة في الوقت الجاري، بدأت تتقلص بحكم مزاحمة العمالة الأجنبية ومزاحمة الأدوات المستوردة من الخارج». ووصف مشاركته في المهرجانات المحلية والخارجية بأنها «أعادت لمهنته شيئاً من الاهتمام الإعلامي والجماهيري وعرفت الجيل الناشئ بها». وليس ببعيد عن محل الحدادة، يجلس أمين عبد الوهاب الحرز، الذي أمضى 41 عاماً في مهنة النجارة التي بدأ العمل بها مع والده، ويقول «هذه الحرفة تحتاج إلى المهارة، والحب الحقيقي لها»، وشكا من «سيطرة العمالة الأجنبية على هذه الحرفة». وأشار إلى أنه شارك في العديد من المهرجانات في لندن، والكويت، والجبيل، وأرامكو، والرياض، والجنادرية، إضافة إلى حسانا فله. وبيّن أن اختياره للمشاركة في المهرجانات جاء نتيجة تميز صناعته، مؤكداً أنه تم تكليفه بعمل صيانة لأبواب ميناء العقير التاريخي. ويعرض الحرز من خلال جناحه في القرية التراثية في المهرجان عدداً من الأبواب الخشبية، والعربة، والحصالة، والقاري، ومعراكة الهريس، وكرسي القران، ومشاية، والزنبور وبعض الأشياء القديمة، التي قام بصناعتها أخيراً، كما أنه يقوم بعمل صيانة للأثاث. ويضيف أن مشاركته في المهرجانات عرفت به مما ساهم في زيادة مبيعاته، كألعاب الأطفال لا سيما في المناسبات، وقال انه يتلقى العديد من الطلبات من الرياض وبعض مدن المملكة. ويضيف أن أشجار «الأثل» تعد الأفضل لصناعة الأبواب والأدوات الخشبية وذلك لكونها أشجاراً قوية وتتميز بالصلابة.