على رغم أن دخلها «قليل»، إلا أن أمين عبد الوهاب الحرز، يشعر ب«الحب» نحو مهنته، التي ورثها عن أبيه، وهي النجارة، التي أمضى 40 عاماً يمتهنها. وهو يشعر ب«الغيرة» عليها، وعزا استمراره في هذه المهنة طيلة هذه السنوات، إلى «حمايتها من سيطرة العمالة الأجنبية» على حد قوله. أمين، الذي شارك في مهرجانات في كل من لندن والكويت، الجبيل، والظهران، والرياض، إضافة إلى الأحساء، أبان أن اختياره للمشاركة في هذه المهرجانات جاء نتيجة «لتميز صناعتي»، لذا يفخر بتكليفه بإجراء صيانة لأبواب ميناء العقير التاريخي. ويعرض الحرز من خلال جناحه في القرية التراثية في مهرجان «صيف الأحساء 2009» (حسانا فله)، عدداً من إنتاجاته، منها الأبواب الخشبية، والعربة، والحصالة، والقاري، ومعراكة الهريس، وكرسي القرآن، والمشاية، والزنبور، وأشياء تراثية أخرى. كما يعرض مهارته في صيانة الأثاث. ويقول: «إن مشاركتي في المهرجانات، ساعدتني على الوصول إلى شرائح المجتمع كافة، ما ساهم في زيادة مبيعاتي، كألعاب الأطفال، وبخاصة في المناسبات، ك«القرقيعان» و«رمضان»، مضيفاً «أتلقى طلبات من الرياض وبعض مدن المملكة الأخرى». وتعتبر أشجار الأثل «الأفضل لصناعة الأبواب والأدوات الخشبية، وذلك لكونها أشجاراً قوية تتميز بالصلابة». وفي حفرة صغيرة، تلتهب بألسنة النيران، مستنشقاً الكربون من الفحم المتطاير، قضى حسن علي الناصر، 41 عاماً في مهنة الحدادة، التي وصفها ب«مصدر رزقي الوحيد»، مبدياً اعتزازه بكونه «السعودي الوحيد، الذي يمارس هذه الحرفة حالياً». كما يفخر ب«العضلات والصحة الجيدة، وتحمل الحرارة، التي هي أبرز المواصفات، التي يحتاجها الحداد». وتحدث الناصر، عن الحدادة في الماضي، إذ «كان الطلب عليها كبيراً، لازدهار مهنة الفلاحة، في صناعة الأدوات، التي تستخدم في الزراعة كالمحش، العقفة، والهيب، والموشر، والفأس، والصخيّن، وكذلك السكين. أما حالياً فان الحرفة بدأت تتقلص، بحكم مزاحمة العمال الأجانب والأدوات المستوردة من الخارج». ووصف الناصر مشاركته في المهرجانات المحلية والخارجية، بأنها «أعادت لمهنتي شيئاً من الاهتمام الإعلامي والجماهيري، وعرفت الجيل الناشئ بحرفتي». وتحظى القرية التراثية في مهرجان «حسانا فله»، باهتمام واسع من جانب الزائرين، الذين يحرصون على أن تكون أولى محطاتهم قبل التجول في أرجاء المهرجان، والتعرف على الصناعات التراثية، واقتناء بعض التحف التراثية، التي تشتهر بها المحافظة، خصوصاً تلك التي تُصنع من سعف النخيل. ويشارك في القرية مجموعة من الحرفيين التراثيين. كما يضم عدداً من الآلات الخاصة بمشغولات الصناعات التراثية، مثل آلة حياكة المشالح، وسجاد المنازل، وآلة تجليد الكتب، وكذلك لأقفاص والأسرة الخاصة بالأطفال، والفخار، وكذلك الخبز الرقيق (التاوة).