كثيرون هم من يعرف أعماله، بل وأعجب بها، وكثيرون هم المتلقون الذين عقدوا صداقات مع أعمال فنية ناجحة ولها حضورها دونما معرفة بصاحبها أو الاكتفاء بمعرفة اسم صاحبها فقط، هذا ما حدث مع فنانين كثر، ومع عبدالله البريكان تحديدا الذي عرف بأغنيته الأشهر (أحبك والقمر يشهد) التي أضاف سعد الفهد نجاحا جديدا لها بغنائه إياها مجددا بنفس لحن البريكان، البريكان كانت ستطبق شهرته الآفاق إذا ما تم عمله مع نادي جدة الأدبي في طرح تجربته في موسقة الشعر السعودي الحديث لرواده مثل صاحب (لا ماء في الماء) محمد العلي، الراحل شاكر الشيخ، علي الدميني، صالح الصالح، عبدالله الصيخان وهي التجربة التي لم يكتب لها الوصول للمتذوق رغم تنفيذها، ومع إصرار تركي الحمد على البريكان في إعادة التجربة، أعاد تجربة هذا اللون من الغناء بكلمات الأمير فيصل بن سيف الإسلام بن سعود لصالح صوت جوليا بطرس ثم التجربة التي لم تكتمل أيضا مع مارسيل خليفة في قصيدة للشاعر الصعلوك الشنفرى وهي التي كان عرابها ومن أوصلها لمارسيل أستاذنا يعقوب إسحاق وأعجب بها لحنا مارسيل، معبرا بذلك بمهاتفة البريكان مستفسرا عن تلك الحرفية التي تعامل بها البريكان في تلحين القصيدة، وكيف أن سعوديا بإمكانه أن يقدم عملا كهذا، البريكان الذي يتعامل معه الإعلام كبركان خامد، يعرف الإعلاميون من هو ولكن لم يتعرفوا بعد على جوهر وعمق الفنان فيه أبدع كثيرا وظلت إبداعاته قريبة من الناس بينما هو واسمه بعيدان بحكم ضعف الإعلام على فهمه، كان له حضوره في لحنه لنوال الكويتية (ماي عيني) كلمات مطيع العوني، (يا هي قوية) مع سعد الفهد من كلمات ناصر الشادي، (اسأل علي) مع طلال سلامة من كلمات أحمد عبدالخالق سعيد، (اللي باقي) مع المطربة وعد من كلمات الأمير خالد بن سعود الكبير وكم طرزت موسيقى البريكان مقدمات المسلسلات موسيقيا وهي المرحلة التي كان البريكان نجمها في الدورة الرمضانية الماضية بوضعه موسيقى مسلسلات (عقاب 2) بصوتي وعد وعصام كمال من كلمات أسير الرياض، (مزحة برزحة) بصوت عادل الخميس وأشعار صالح الريان كثيرون الفنانون الذين ظلمت تجاربهم إعلاميا والبريكان أولهم. يقول الشاعر العربي: أتت وحياض الموت بيني وبينها وجادت بوصل حين لا ينفع الوصل