تعتبر محافظة طبرجل سلة الغذاء الأولى في المملكة، لوجود منطقة بسيطاء الزراعية، فهي تتصدر المناطق من حيث الإنتاج الزراعي وفيها تتواجد أكبر الشركات التي تنتج الأعلاف بالإضافة لجميع أنواع الخضراوات، وتسوقها إلى أنحاء المملكة، وتصدرها إلى دول الخليج، ولذلك شهدت أسعار الأعلاف استقرارا في الأعوام السابقة، خاصة في فصل الصيف، ولكن حرارة هذا الصيف صاحبها التهاب الأسعار في أسواق طبرجل. حيث فوجئ المتعاملون في السوق بارتفاع في أسعار الأعلاف، مما زاد تخوفهم من انعكاس هذه الارتفاعات على الموسم الزراعي المقبل، حيث زادت الأسعار بنسبة 200 % في الأسواق، وخاصة الأعلاف التي تعتبر الغذاء الأول للماشية في ظل انعدام الشعير في طبرجل، ورجح مزارعون أن من أسباب ارتفاع الأعلاف ارتفاع أسعار الأسمدة المفاجئ، وكان ل «عكاظ» هذه الجولة والاستطلاع حول الأسعار وأسباب ارتفاعها. أرجع المزارع سعد الضويان السبب الأول في ارتفاع أسعار الأعلاف، إلى ارتفاع الأسمدة وخاصة اليوريا، وهي العنصر المهم للأعلاف، فقد ارتفعت بنسبة 15 % ، مما تسبب بارتفاع الأعلاف، كما تخلى الكثير من المزارعين عن زراعة البرسيم لعدم استطاعتهم تحمل هذه الارتفاعات في الأسعار، مطالبا بتدخل وزارة التجارة ومتابعة الأسعار، ووضع استراتيجية وسياسة واضحة المعالم قبل الموسم لمواجهة ارتفاع الأسعار. واتفق المزارع مسلم الشراري على أن ارتفاع أسعار الأسمدة، تسبب بارتفاع الخضراوات في المنطقة، منبها إلى أن عدم تدخل وزارة التجارة لحماية المزارع والمستهلك من هذه الارتفاعات المفاجئة سيزيد من الارتفاعات مستقبلا للخضار في المنطقة، حيث وصل صندوق الطماطم إلى 13 ريالا والبطاطس 22 ريالا، وكذلك فإن سيطرة العمالة الوافدة على السوق دون رقيب أو حسيب تسبب بزيادة الأسعار في سوق الخضار في طبرجل. وأكد مربو الماشية ومتعاملون في السوق أن هذه الارتفاعات في الأعلاف قد تدفع الكثير من أصحاب الماشية للتخلي عن تربيتها، حتى يتفادوا الخسائر، حيث أصبح سعر الذبيحة يتراوح بين 1500 إلى 1700 ريال، وهو سعر لم تشهده أسواق طبرجل من قبل، وأضافوا أن الأسعار تضاعفت عن الصيف الماضي، حيث كانت تتراوح بلكة البرسيم من 5 إلى 6 ريالات فقط، وأصبحت اليوم 15 إلى 18ريالا، بزيادة تصل إلى 200 % عن الأعوام السابقة. وأشار المهندس الزراعي حجازي عبدالواحد، الذي يعمل في أحد محال بيع الأسمدة والمواد الزراعية في طبرجل إلى أن ارتفاع أسعار الأسمدة من قبل المورد وليس من أصحاب المحال، حيث زاد سعر اليوريا وبعض الأسمدة من قبل المورد، وأرجع ارتفاع أسعار الأسمدة لارتفاع سعر الفوسفور وازدياد الطلب عليه في الأسواق العالمية بشكل غير طبيعي، مما انعكس على ارتفاع أسعار الأسمدة حيث يعتبر الفوسفور أحد أهم العناصر الكيميائية للنبات، وأبدى تخوفه من استمرار الارتفاعات مستقبلا.